عادي جدًا

معاوية الجاك
خسارة المريخ أمام نواذيبو في الدوري الموريتاني أمس، من وجهة نظر شخصية، أعتبرها عادية جدًا، بل أكثر من عادية ومتوقعة، إلا لمن يتعامل مع كرة القدم بطريقة العاطفة وليس المنطق.
المريخ عانى كثيرًا عقب خروجه من البطولة الأفريقية، وعانى قبلها بعدم حدوث أي إضافات فنية مؤثرة على مستوى الأجانب الجدد، وعانى أكثر إداريًا بسبب تعامل مجلس الإدارة، وتحديدًا رئيسه الأخ عمر النمير، وكل تلك المعاناة تسببت في حالة أقرب للانهيار لفريق الكرة. وما يحدث من نتائج غير مرضية، لم تحدث من قبل في تاريخ فريق الكرة منذ نشأته، أمر طبيعي جداً.
على أي مريخي أن يهيئ نفسه لتعثر الفريق في أي لحظة ولأي ظهور لا يرضيه، ويعلم أن معاناة الفريق ستستمر ما لم تتم معالجة كل الأخطاء المحيطة بالفريق.
وعلينا جميعًا أن ننتبه إلى أن الفريق، وقبل الذهاب إلى موريتانيا، كان يعاني في عدد من النواحي.
وعلينا أن ننتبه إلى أن الغرض الأساسي لمشاركة الفريق في الدوري الموريتاني لم يكن الفوز بالمركز الأول، وإنما حفظ التوازن النفسي والبدني للاعبين.
كان يمكن تسريح الفريق بكل سهولة عقب الخروج من دوري أبطال أفريقيا، ولكن لو تمت هذه الخطوة، لكانت كارثية، ولن يتم معالجة آثارها قريباً، فلن تظهر العيوب الفنية حتى يتمكن الجهاز الفني من معالجتها، ولن يحدث الانسجام المطلوب بين اللاعبين “محليين وأجانب”، وبالتالي ستكون المشاكل كبيرة وكثيرة حال العودة لبداية الإعداد.
نعلم أن أي تعثر للفريق مؤلم نفسيًا ومحبط، ولكن مطلوب أن نتعامل مع الموقف بواقعية وهدوء بعيدًا عن العاطفة والاندفاع.
كنا نتوقع شكل المريخ أمام نواذيبو، ولو ظهر بشكل مغاير وفاز، فهذا يعني أن منطق كرة القدم قد تغير.
عانى المريخ فنيًا بسبب فشل الأجانب في ملء فراغ الخانات التي كان يعاني منها المريخ، وظل غالبيتهم خارج الملعب ولشهور طويلة بداعي الإصابة.
عانى المريخ فنيًا بسبب تراجع جودة العناصر، سواء المحلية أو الأجنبية.
عانى المريخ بسبب النهج الغريب في المعاملة من المدرب الإيطالي السابق سوليناس، والذي ظل يبعد اللاعبين حتى عن التدريبات بلا دواعي مقنعة، وفعل ذلك بسبب الصلاحيات المطلقة من رئيس النادي، ووصل المدرب مرحلة شطب خمسة من قدامى اللاعبين بعد نهاية التسجيلات دون أن تكون هناك فرصة لتعويضهم.
عانى المريخ إداريًا بسبب حجب الحوافز ونثريات السفر من رئيس النادي، مما أحدث أثرًا نفسيًا سلبيًا في نفوس اللاعبين المحليين خاصة.
المهم أن الفريق، وبما وجده من معاناة سابقة، علينا ألا ننتظر منه الظهور بشكل مغاير للواقع الذي يحيط به.
خلال التسجيلات الأخيرة، استقدم المريخ عدداً من العناصر الأجنبية في خانات عانى منها الفريق بحق، مثل الوسط، ولكن لا يمكن للعناصر الجديدة أن تظهر بمستوى جيد وتغير من شكل المجموعة بين ليلة وضحاها.
هناك طاقم فني أجنبي كامل حديث العهد بالفريق، يحتاج لمزيد من الوقت ليتعرف على قدرات اللاعبين وطباعهم وطباع البعثة كلها، والبيئة المحيطة بالفريق، وهو في غربة بعيداً عن بلده.
لا بد للجمهور المريخي أن يتحمل، فحتى يظهر الفريق بالشكل المرضي، فهذا يحتاج إلى “زمن وصبر”.