دوار البحر

د. طارق عوض سعد

يبدو أن تسارع خطى الأحداث بالمريخ أكبر من سعة استيعاب مجلسه متقلب الأهواء..

ويبدو أننا أيضًا، في ظل سعينا الدؤوب لتقليص مساحات النقد لتصحيح وتصويب بوصلة المجلس، أجدني والمشفقين في حاجة ماسّة لاستقراء كيف يفكر هؤلاء في ظل حالة الدوار التي انتظمت أدراجهم..

لكأننا بالسفن الماخرة تحت قسوة الرياح المتلاطمة، يعوزنا الثبات قبالة دوار البحر..
للأسف، هذا حالنا بمريخنا العظيم..

نادر خليل يشوت، والنمير يثبت بالكعب، في إشارة لعلو كعبه..

ما يثير الشفقة أننا بصدد سيناريو حقيق “بالضحك وسط ركام البلية”.

شوفوا الغلوطية دي..

ينسحب من أُنيط به حصحصة العقود، ومن ثم التسجيل ومفاداة الأحمر ردّات فعل العقود الضاربة، عن خوض غمار تسجيل لاعب في حكم الواعد موسى كانتي،

ثم يتولى الأمر الرئيس شخصيًا، والذي هو في حقيقة الأمر أقام الدنيا ولم يقعدها حين تعاقد مع نادر خليل!

طيب، جايبه ليه؟

وسط كل هذه التناقضات تحضرني اللجنة التي تم تكوينها، قوامها الكباتن: عادل أمين، أحمد السيد، أمير كاريكا، وعلي جعفر قبل أن يُعيَّن مديرًا رياضيًا..

أذكر من ضمن مهام اللجنة إجمالًا أنها بمثابة عيون للمريخ، وعلى ذلك قِس..

إلى أي مدى تتداخل اختصاصات اللجنة ومهام السيد نادر خليل؟

صحيح أن مهامها اقتصرت على استكشاف اللاعبين المحليين، بيد أنها حتى الآن تتجاسر لتولد من رحم غيابها الغريب أن تقول: “نحن هنا!”

الشاهد أن محض وجود هذه اللجنة ما هو إلا إيغال في الترهل المذهل، وهي قطعًا من الخصال المحفزة للاضمحلال والغوص في وحل التناقض ولجنة السيد نادر..

وهل فعلًا نادر لجنة لوحده؟

لجنة السيد خليل في لوغاريتم ورياضة الحساب بزَّت إلى حد كبير لجنة قدامى اللاعبين، وهذه وتلك مدعاة للعودة إلى صدر الحديث والتساؤل..

انسحاب نادر وخفوت بذل الرباعي، أَوَ ليس في ذلك إحلال لمقولة:

“أنا نادر ما أخدت بكلامو، أخد كلامكم إنتو”؟

المُحيِّر أن المدير الرياضي تائه بين مهامه في كابينة اللجنتين:

لجنة قدامى اللاعبين بحكم تعيينه السابق، ولجنة نادر بفقه تعيينه اللاحق..

أشفق جدًا على الكابتن علي جعفر، إذ إنه من الخامات الشابة التي نعوّل عليها كثيرًا، الرجل وجد نفسه بغتة وسط سفينة مثقوبة تصارع الأمواج والدوار والعوار..