لو القلم طاوعني تاني!
بابكر سلك
قال المغني:
القلم طاوعني تاني وقلت أرجع للكتابة
يسويها الله ويطاوعنا القلم تاني
عن المريخ كنا نكتب دون أن نتلفت،
دون أن نبحث عن المواضيع،
دون عناء،
بل بمنتهى الحب.
فالمريخ كان مفجر الأحداث السعيدة،
وأنت في المريخ لا تبحث عن سعادة ولا عن متعة،
لأنك وسط الإبداع والاستمتاع،
لا تجتر ماضيًا،
لأن الحاضر مليء بالجديد من الإنجاز والإعجاز حد الإدهاش.
كانت الكتابة عن المريخ ساهلة وممتعة،
لدرجة أن معظم كتاب المريخ كانوا يكتبون أكثر من عمود في اليوم لصحف مختلفة،
وليس عمودًا واحدًا مكررًا في أكثر من صحيفة،
كل صحيفة بعمودها.
شخصيًا خضت تجربة كتابة ثلاثة أعمدة مريخية في اليوم لثلاثة إصدارات،
كل عمود منفصل،
المريخ وقتها كان يصنع الأحداث ويشكل الوجدان ويثريه إبداعًا.
مرات كثيرة، الواحد يكون جالسًا في المدرجات الشعبية منتشيًا،
ومع صافرة النهاية يبدأ في كتابة العمود وينتهي منه في عشر دقائق.
نشوة تجعل الكتابة عن المريخ مليئة بالحب،
وخوفًا من شرود نقطة عسل عن العمود إذا تأخرت كتابته،
عسل الإبداع الذي يعيشه الواحد من على المدرجات الشعبية وسط الشفوت أهل الانتماء، حاضري الطرفة.
هكذا كانت الكتابة عن المريخ…
الآن صرنا كالذي يقوم للصلاة متكاسلًا،
نقوم على كتابة العمود ولا نعرف ماذا نقول.
ولأننا ما تعودنا على خداع الشفوت،
فإن خادعناهم فإنما نخادع أنفسنا،
وإذا خدعناهم لن يحترمونا،
فالقارئ كيس فطن،
لأنه مؤمن بعشقه، صادق في ولائه، وصديق لمن يثق بهم.
ونأتي لنكتب،
لا القلم يطاوعنا،
ولا الورق يتمدد لنا،
حتى خفنا أن تكون الأقلام قد رفعت وجفت الصحف.
نعم والله،
وصلنا عند الكتابة عن المريخ لهذا الحد،
ونتمنى ألا يوصلنا هذا الحد إلى “لود الأحد”،
وألا يصل معنا “لود الأحد”،
مستوى لا يمكن وصفه.
وقديمًا قالوا:
الخريف اللين من رشاشه بيّن،
لكن لم يخبرونا ماذا عن الخريف المرشوش طوالي؟
فقدنا ذاكرة الانتصارات،
نرتجف نحن، وترتجف أقلامنا مع كل مباراة للمريخ.
يا سيدنا أيوب،
كيف كنت تتحمل كل ذلك وتواجهه بالصبر الجميل؟
فعلا، أنت مرسل من رب رحيم.
أصبحنا نغيب عن الكتابة عادي،
نقول شنو عاد؟؟؟
الذكريات اجتررناها كلها،
لم يتبقَّ لنا سوى مباراة سوق القش لم نجتر ذكراها،
وأخشى أن يكون الحبيب أبوبكر عابدين قد كتب عنها وأحرق آخر مراكب الذكريات.
ياريت القلم يطاوعنا تاني،
ونرجع للكتابة.
أيها الناس،
إن تنصروا الله ينصركم.
أها،
نجي لي شمارات والي الخرطوم،
يا والينا،
رسوم تجديد ترخيص المحامين كثيرة علينا،
الناس ديل ما بحسوا بينا؟
قول ما حاسوا بينا،
ما عارفين في حرب يا والينا؟؟؟
سلك كهربا
ننساك كيف؟ والكلب قال: “كل ثلاثة محامين يتشاركوا في رخصة، لأن حاجة يتنازعوا فيها الناس ما فضلت.”
وإلى لقاء..
سلك