وسط الرياح

الانتخابات المقبلة!

أبو بكر الطيب 

هل ستكون تغييرًا حقيقيًا، أم هو تغيير يقتصر على الأسماء والمقاعد؟

نريد تغييرًا شكلًا ومضمونًا في كل شيء تُدار به الرياضة، ولنكن واضحين وصريحين: إن الفساد الذي استشرى في الاتحاد العام ليس مجرد خلل إداري أو مالي، بل وصل إلى مستويات أخلاقية مخزية تسيء إلى سمعة الرياضة وتقتل روحها النزيهة.

كيف يمكن لاتحاد رياضي، يُفترض أن يكون قدوة للشباب، أن يتحول إلى بؤرة للفساد الأخلاقي والمادي والمحسوبية وتصفية الحسابات؟
كيف يمكن أن تُبنى رياضة سليمة في ظل انتشار الظلم، وهضم حقوق الأندية، والترضيات، والمجاملات على حساب الكفاءة والعدالة؟

على القادمين إلى الترشح لمجلس الاتحاد العام المقبلين الجدد أن تكون النزاهة قبل كل شيء إذا كنتم جادين في التغيير، وليكن أول أهدافكم تطهير المنظومة الرياضية من الفساد بكل أشكاله. لا تكتفوا بالشعارات، بل كونوا على قدر المسؤولية، واتخذوا خطوات حاسمة تشمل فرض الشفافية والمحاسبة، فلا مجاملة في كشف الفساد والمفسدين، ولا تهاون مع أي شخص يستغل منصبه لمصالح شخصية.

يجب أن تكون كل القرارات والميزانيات معلنة ومراقبة بشكل صارم.
لا بد من محاربة بيع الذمم في الانتخابات المقبلة، التي ستكون اختبارًا حقيقيًا. لا تسمحوا بأن تكون الأصوات سلعة تُباع وتُشترى، لأن من يصل إلى المنصب بهذه الطريقة لن يعمل إلا لمصلحته الخاصة، ولن يخدم الرياضة، بل سيدمر ما تبقّى منها.

لقد سئم الوسط الرياضي من ثقافة المحسوبية والمحاباة والمجاملات، التي دمرت الرياضة وأقعدتها عن أداء دورها. لا مجاملة على حساب الكفاءة، فيجب أن يكون الاختيار قائمًا على الجدارة، لا على العلاقات الشخصية أو الانتماءات الضيقة.

على القادمين الجدد تقع مسؤولية إعادة الهيبة للرياضة، فليست الرياضة مجرد منافسات ومباريات، بل مجموعة قيم وأخلاق قبل كل شيء. لا يمكن أن تتطور الرياضة في بيئة فاسدة، ولهذا يجب إعادة بناء الأسس الأخلاقية والإدارية لضمان مستقبل رياضي نظيف ونزيه.

رجاؤنا أن لا يكون التغيير شكليًا، فالوسط الرياضي يتطلع إلى وجوه جديدة تحمل عقليات مختلفة. إذا أردتم دخول التاريخ من أوسع أبوابه كإصلاحيين حقيقيين، فعليكم محاربة الفساد بلا خوف ولا مساومة، أما إذا تهاونتم، فستكونون امتدادًا لمنظومة فاسدة لم تجلب للرياضة إلا التراجع والانحدار.

نحن في مرحلة جديدة لبناء سودان جديد، ونستحق قيادة جديدة تتميز بالشفافية والنزاهة، قيادة قوية تعمل وفق خطط وبرامج مدروسة، لا وفق الصفقات المشبوهة والمصالح الشخصية.

نضع الكرة في ملعب القادمين الجدد لإدارة الاتحاد العام، فإما أن تصنعوا الفارق، أو تكونوا مجرد فصل جديد في كتاب الفساد تحت عنوان الاتحاد العام.

وأهلك العرب قالوا:

“إن التاريخ لا يرحم، والضمائر الحية لن تغفر لمن خان أو تنكر أو غدر، وإن العدالة والنزاهة، ومن يعبث بهما، سيسقط عاجلًا أم آجلًا وإن ظن أن ذكاءه سيحميه”.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..