البلم والقلم!

أبو بكر الطيب
سمع كلنا ذلك المثل القائل القلم لا يزيل بلم وهو ما يعبر عن واقع مؤلم يعاني منه اتحادنا العام حيث نجد أن الشخص المتعلم رغم حيازته للمعرفة قد يكون محاطًا بأشخاص غير مؤهلين أو إنصاف متعلمين أو حايزين على شهادات علمية فخرية هم من يتخذون القرارات بالنيابة عنه وفي كثير من الأحيان تصبح الأمور في يد من لا يملكون الحكمة فتأتي تصرفاتهم لتشفي ما في صدورهم مستغلين مناصبهم في تصفية حساباتهم.
مما يؤدي إلى قرارات عشوائية تفتقر للرؤية السليمة كما نرى ونشاهد الآن في تخبطات الاتحاد العام
إن قادة الاتحاد العام متوهمون يظنون أنهم يحسنون صنعاً بقيام هذا الدوري والإعداد المبكر للجمعية العمومية قبل ثمانية شهور فإن كل رؤاهم وخططهم هي الإعداد للجمعية القادمة أما ما يخص الوضع الأمني المتردي فليس لهم لديه أدنى فكرة لتحسينه فكل قراراتهم تأتي مرتجلة تعبيرًا عن ضعف القيادة وفشل استثمار المعرفة.
لابد من أن يدرك القلم ذلك الشخص المتعلم أنه يجب أن يسعى لتحصيل دوره الحقيقي في اتخاذ القرارات وأن لا يسمح للبلم من أنصاف المتعلمين وأصحاب الشهادات الفخرية بأن يتسلطوا عليه فالمجتمع يحتاج إلى قيادات واعية قادرة على استخدام العلم والمعرفة بشكل صحيح
دعونا نرفع صوتنا ضد السيطرة العمياء ونطالب على تعزيز دور المؤسسية وتفعيل القوانين في اتخاذ القرار فالأمر ليس شهادات تفاخرية بل هي مسؤلية في حل المشاكل.
لذلك نذكر بأن التغيير يبدأ منكم فلن نتردد في مطالبتكم برد الحقوق للأندية التي سلبتم حقها عيانًا بيانًا ولن نترككم بأن تتحكموا في مصائر اندية لها تاريخها وجماهيرها وكينونتها بأن تصبح تحت رحمتكم.
لا نريد من البلم المستتر خلف الشهادات الفخرية أن يكون رمزًا للسلطة الخالية من الرؤية فكما تتفاخرون بظلال المعرفة الفخرية تفاخروا لنا برد الحقوق لأهلها على عجلٍ حتى ولو أنها كانت على غير ما تشتهي انفسكم ورغباتكم فسيكون ذلك هو ما يدعى قيادة وإنصاف.
أصبحنا نتحسر ونشعر بالسخرية أن نرى الرياضة من خلف أقنعة المتخاذلين أنصاف المتعلمين الذين يتباهون بشهادات فخرية وأفعال وهمية لا تخدم الرياضة لا من قريب ولا من بعيد ويغفلون عن ضعفهم بينما يظهرون التفوق.
حان الوقت لتوقظوا ضمائركم من سبات العجز ولتدعوا وراءكم تلك المساحات المظلمة التي احتلتها أفكاركم البالية.
الآن أنتم تتحملون وزر نادي الأهلي نيالا ومطالبين بالوقوف إلى جانبهم وتقديم كل الدعم والمساندة حتى يعود المأسورين إلى أهلهم فلا تختبؤوا وراء قناع البلاهة وعدم القدرة على مواجهة الحقيقة لأنها ستتكشف ويبين ضعفكم وعجزكم أمام العالم فعليكم بتخليص أبناء أهلي نيالا من ذلك الموقف الذي وضعتموهم فيه أو ستظلون كما عهدناكم دائمًا طيفًا بلا أثر ومصدر للفوضى اللامعقولة ومستقبل يسحق تحت وطأة جهلٍ لا يحتمل.
ماذا نستفيد من شهادات علمية فخرية ما دام مازالت عقولنا رهينة المؤامرات وتصفية الحسابات وكأن هذه الشهادات جاءت لتؤكد أن منحها كان لذلك الغرض ولن تكون سوى حبر على ورق لا رؤية ولا فكر ولا أثر يبقى فهل كانت الشهادات لكم وسيلة للتفاخر والتباهي؟ أم سلمًا لصعود المناصب دون كفاءة؟
إن لم يترجم علمكم إلى إنجاز فأنتم والجهلاء سواء بل ربما كان الجاهل أصدق لأنه على الأقل لا يدعي ما لا يملك!
وأهلك العرب قالوا:
إن المعرفة ليست ألقابًا تعلق ولا درجات علمية تحصى بل هي نورٌ يضئ العقول ويهدي الامم
فيا من تتفاخرون بدرجات علمية فخرية ما أنتم إلاّ سوى شهادات لا تملكون منها سوى الغلاف
والله المستعان