كلمة القنصل حازم مصطفي في افتتاح الدورة الإعلامية لموقع “الصّفوة”

الصّفوة _ متابعات
أنا سعيد بهذه الخطوة التي تبرهن على أننا نمضي في الطريق الصحيح، وأننا نسير في مسار التطور والمواكبة، ولعلَّ هذه الدورة التدريبية تكون فاتحةً شهيةً لمزيد من الورش والسمنارات، التي من شأنها أن تجعل هذه الكوكبة النيرة من الصحفيين رموزًا في مجال الإعلام الرقمي والإلكتروني.
وكم أنا في غاية السعادة كوننا نجهز لميلاد نخبة متمرسة ومحترفة في صحافة الموبايل التي أوشكت أن تتسيد ضروب العمل الصحفي والإعلامي ومجالاته..
طبعا – أنا – لا أدعي أو أزعم أنني خبير إعلامي أو عارف بتفاصيل الإعلام الرقمي، لكن ما سرني في هذه الدورة أننا طبقنا عمليًا المثل الصيني ذائع الصيت “لا تعطني سمكةً ولكن علمني كيف اصطاد”؛ لأنه – ببساطة – ليس هدفنا كرعاة المؤسسات الإعلامية الرياضية أن نتعاقد مع أسماءً لامعةً في مجال صحافة الموبايل؛ لتحقيق الأهداف الإعلامية التي نخطط لها، ونكفي أنفسنا عناء التكاليف وما إلى ذلك، ولكننا آثرنا أن تكون الفائدة أشمل، وأن نبني فريقنا الرقمي الخاص، وحرصنا أن تكون المبادرة مبذولةً للكل، وليست حكراً على صحفيّي موقع الصفوة – وحدهم – ولذلك طرحت الدورة أمام كل من يرغب في أن يكون جزءًا منها، وهنا لا أذيعكم سرًّا أن نجاح هذه الدورة سيكون مدعاةً لتكرار التجربة مرات ومرات.
ولعلَّ ما زاد حماستي لهذه الدورة – تحديدًا – ما لمسته من أداءٍ مبهر لبعض الصحفيين في مضمار صحافة الموبايل خلال حرب الكرامة؛ إذ كان لهذا الضرب من الصحافة، وكذلك صحافة المواطن، دورًا فاعلًا في تغطية انتهاكات ميليشيا الدعم السريع، وفي بث الروح المعنوية الدفاقة لدى المدافعين عن تراب السودان، وعن حرائره؛ مما كان له عظيم الأثر، خاصة مع التوقف القسري للصحف الورقية.
وكل ذلك يدلّ – بجلاء – أن التأثير الإعلامي لم يعد حكراً على الإعلام التقليدي أو الجماهيري، لا سيما مع ظهور أدوات جديدة، ولاعبين جدد.
واسمحوا لي أن ألْفِتَ عنايتكم إلى بعض النقاط – ليس من باب أنني خبير إعلامي – إنما ناصح ومتلقٍ ومراقب للشأن الإعلامي خلال سنوات طويلة من عمري. وأهم هذه النقاط أن نوظف ما سنتعلمه في هذه الدورة لصالح ترقية الصحافة الرياضية، وأن نقدم وجبةً صحفيةً رقميةً تليق بجمهور المريخ خاصّة والرياضي عامة – وهو جمهور أنتم به أدرى، وبقدراته على تمييز الغث من الضعيف – أعلم.
ختامًا – أرجو أن نتعامل بكامل الجدية، وبكل الحرص مع هذه الدورة، ومع المحتوى التدريبي الذي سيقدّم فيها؛ حتى نقطف ثمرتها كاملة غير منقوصة.
وهنا – أوصيكم بالتغلب على طباع النفس البشرية التي لا تميل إلى التعامل الجاد مع مثل هذه المشاريع، ما لم تُزجر؛ فكم من دورات تدريبية أُقيمت، وكم من سمنارات عُقدت، لكن الفائدة منها لم تكن عظيمة؛ بسبب أن كثيرين – منّا – يتعاملون معها بلا مبالاة وعدم اكتراث.
ولستُ في حاجة إلى تذكيركم أنَّ اختيار المدربين في هذه الدورة لم يكن خبطًا عشواءً، إنما جاء لكونهم من الحاذقين المهرة في هذا المجال، مما يتوجّب أن نتعامل مع ما يقدّمونه من محاضرات وتجارب عملية بكامل الجدية والحرص. واعلموا أن الجمهور الرياضي ينتظر منكم رسالة إعلامية متميزة تنبذ التعصّب الرياضي وتؤسس لإرساء القيم الرياضية.
وفقكم الله وسدّد خطاكم، وإلى الأمام، وننتظر منكم الكثير.