وسط الرياح

من تنادي!

أبو بكر الطيب

الممتاز وتجاهل التحذيرات الواضحة
لقد خاطبناكم مرارًا ونبهناكم بصراحة إلى خطورة إقامة الدوري الممتاز في ظل الظروف القاهرة التي يمر بها وطننا، في ظل الحرب الدائرة وانعدام المناطق الآمنة لاستقبال الجمهور والأندية، فضلًا عن غياب الميزانية الواضحة والآليات المالية اللازمة لتغطية المصروفات والالتزامات المعروفة. إن قراراتكم المتعجلة، رغم تحذيراتنا الصريحة، أدت إلى نتائج لم نكن نرغب في رؤيتها، وقد وقع ما كنا نخشاه بالفعل.

الحقائق والوقائع:
1. أوضاع مادية وإنسانية كارثية:
أصبح بعض اللاعبين في وضعٍ مؤسف نتيجة عدم توافر الموارد المالية الكافية، مما يضع مستقبلهم الرياضي والمعيشي في خطر.
الأندية التي شاركت في هذا الدوري العشوائي أصبحت ضحية للديون الثقيلة، إذ تراكمت عليها التزامات مالية لم تتمكن إداراتها من تسديدها، ولن تستطيع تسديدها، مما أثر سلبًا على سير المنافسة والمستوى الفني.
2. قرار الهبوط الظالم:
بينما كانت بعض الأندية ضامنة بقاءها في المنافسة دون المشاركة في هذا الدوري الذي فُرض عليها، جاء قرار هبوطها بعد مشاركتها في هذا الدوري الفاشل، مما يمثل صدمة للقطاع الرياضي بأكمله ويهدد مستقبل المنافسة.
3. انهيار منظومة الدعم الإداري واللوجستي:
ما حدث مع بعثة مريخ الأبيض، رغم إنكارهم للواقعة، يؤكد أنه لا دخان بلا نار، حيث تُرك الجهاز الفني رهينة وتم احتجازه من قبل إدارة الفندق لعدم سداد فاتورة الإقامة، وهو مثال صارخ على الإهمال والتقصير الإداري.
رحيل المسؤولين عن المعسكر قبل المباريات، وعدم وجود دعم فوري من قبل رئيس النادي أو مجلس الإدارة، يؤكد على انشغالهم وعدم تفرغهم لقضايا النادي، إذ إن هناك أولويات لا تقل أهمية يجب عليهم مواجهتها، فلا قدرة لهم على الإدارة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
4. فشل لجنتي الانضباط والاستئنافات:
تجتمع لجنتا الانضباط والاستئنافات وتنفضّ بشكل دوري دون التوصل إلى قرارات نزيهة تضمن عدالة المنافسة، مما يزيد من شبح الظلم والارتباك حول مصير الأندية واللاعبين.
مطالبنا العادلة:
إيقاف الدوري فورًا:
نطالب بتجميد مسار الدوري الممتاز مؤقتًا حتى يتم تأمين كافة الشروط الأمنية والمالية اللازمة لضمان بيئة تنافسية عادلة.

إعادة النظر في قرارات الهبوط وإلغاؤها فورًا:
يجب مراجعة القرارات الظالمة وإنصاف المتضررين وفق معايير عادلة ومستقلة.

تحمل المسؤولية ومحاسبة المخطئين:
نطالب بإجراء تحقيق شفاف في كافة التجاوزات والقرارات التي أدت إلى هذا الوضع الكارثي، وتحميل المسؤولين عنها كافة التبعات القانونية والأخلاقية.

ضمان حقوق الأندية واللاعبين:
توفير خطة مالية واضحة تضمن دعم الأندية واللاعبين المتضررين، مع إعادة النظر في سياسات تنظيم المسابقات بما يراعي الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن.

إننا، وبعد أن أنذرناكم ونبهناكم مرارًا، نرى أن ما حدث اليوم هو ثمرة هذا التجاهل المتعمد. لا يمكننا أن نصمت أمام ما يهدد مستقبل الكرة السودانية، ولا يمكننا أن نسمح بتدمير روح المنافسة والعدالة التي طالما كانت شعار الرياضة الحقة.

وأهلك العرب قالوا:
“إننا نؤكد أن كل الإجراءات المشروعة ستُتخذ لضمان استعادة الحقوق ومحاسبة من أضاعوا مبادئ العدالة والنزاهة. إننا نطالبكم بالتحرك الفوري وإصلاح المسار قبل أن يتفاقم الوضع إلى ما لا يُحتمل.”

“اللهم اشهد أننا قد بلغنا”

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..