الدوري الموريتاني

معاوية الجاك
انتقد البعض الدوري الموريتاني وشكّكوا في قدرته على تشكيل أي إضافة لناديي القمة المريخ والهلال، ومعروف أن انتقاد المريخاب كان أعلى صوتًا، وبالطبع يعود ذلك للنتائج غير الجيدة للزعيم.
وصل البعض مرحلة مطالبته بسحب المريخ من المشاركة في الدوري الموريتاني، وهذه المطالبة بالتأكيد لا تستند إلى مبررات مقنعة.
ومن ينتقدون الدوري الموريتاني لا يقدمون أدلة مصاحبة لنقدهم، وحتى الانتقاد والتقليل من مشاركة المريخ على خلفية النتائج السالبة يجعل النقد مردودًا، لأنه لو كان حقًا هو دوري غير جيد، فكيف تعرّض المريخ لأكثر الهزائم على مستوى مباريات دورية منذ نشأته؟
نحن مطالبون بتقديم الشكر والتقدير والثناء للإخوة الموريتانيين شعبًا وحكومةً واتحاد كرة على “سماحهم وموافقتهم” بمشاركة المريخ والهلال في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي يمر بها السودان.
الحكومة الموريتانية، وعبر الاتحاد الموريتاني، قدّمت للقمة السودانية تسهيلات كبيرة، من خلال تكفلها بالإقامة بجانب دعم الاتحاد بتوفير وسائل الحركة، وفتح الملعب الرئيسي “شيخا بيديا” للمريخ والهلال لإجراء التدريبات مجانًا.
الشعب الموريتاني فتح قلبه وداره للقمة السودانية بكل حب وتقدير، فلم يشعر أعضاء البعثتين بأي غربة.
نقولها وبالفم الملآن: إن الجانب التنظيمي في الدوري الموريتاني لا يُقارَن بالعشوائية التي نُعايشها ونُتابعها في الدوري السوداني الممتاز، فاللوائح المنظمة للمنافسة في الدوري الموريتاني حاضرة بقوة في كل مراحل المنافسة، وهذه حقيقة عايشناها على أرض الواقع.
والمتابع للدوري الموريتاني يلحظ على مستوى الملاعب، تُقام على ملعب ممتاز من كل النواحي، ومُجاز من الاتحاد الإفريقي، وأن يكون الملعب مُجازًا من الـ”كاف”، فهذه النقطة تعني الكثير من حيث أحقيته في احتضان أي مباراة دولية، فما بالك بمباريات الدوري المحلي؟
ظل ملعب شيخا بيديا يحتضن مباريات المنتخب الموريتاني والأندية، وحتى منتخبنا الوطني لعب أكثر من مرة على هذا الملعب، وها هو الهلال يُسمي ذات الملعب لاستقبال مبارياته في دوري أبطال إفريقيا.
أرضية ملعب شيخا بيديا من النجيل الصناعي الجيد، ومقاعد الاجلاس تغطي كل جنبات الملعب، والمرافق المطلوبة مكتملة تمامًا.
على مستوى تدريبات المريخ والهلال، ظل الملعب مفتوحًا لهما صباحًا ومساءً، والتدريب على ملعب يتمتع بكل مطلوبات الـ”كاف” يعني أن الراحة متوفرة في التدريبات ما دامت المعينات متوفرة.
وذكرناها من قبل أن من أهم مميزات مشاركة القمة السودانية في الدوري الموريتاني هي المحافظة على الجانب الفني، والبدني، والنفسي للاعبين بعد اندلاع الحرب وتوقف النشاط الرياضي في السودان، وهذه الناحية تعني الكثير، إذ قدمت خدمة كبيرة للمنتخب الوطني، وأسهمت بصورة واضحة في تجهيز عناصر المنتخب الذي يتكون من لاعبي المريخ والهلال بنسبة 100%، وأداء مباريات دورية منتظمة شكّل أثرًا إيجابيًا واضحًا على الشكل الفني لمنتخبنا.
القمة السودانية حظيت باحترام يفوق حد الوصف في موريتانيا، من الشارع عمومًا و من الاتحاد الموريتاني والإعلام، وقبل كل هؤلاء من الحكومة الموريتانية.
لنا أن نتخيل ماذا لو لم يشارك المريخ والهلال في الدوري الموريتاني، وظلا يبحثان عن أي دوري آخر؟ فبلا شك، سيكون الوضع مختلفًا، وقد لا يجد ثنائي القمة أي دوري يسمح لهما بالمشاركة، وحال وجدا، لا نستبعد أن تكون الكلفة المالية عالية جدًا.
دعونا جميعًا نتقدم بعميق وصادق الشكر للإخوة في موريتانيا الشقيقة.