وسط الرياح

من يحمي الأندية؟

أبو بكر الطيب

إنَّ ما يجري في الساحة الرياضية السودانية اليوم من فوضى وظلم بات أمرًا لا يمكن السكوت عليه، فقد أصبح واضحًا أن إدارة كرة القدم في البلاد تُدار بعقلية تضارب المصالح وتصفية الحسابات على حساب العدالة والإنصاف. ولعل أبرز الشواهد على ذلك ما تعرضت له أندية ودنوباوي، وتوتي، والزومة من ظلمٍ بيّن، رغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب والنزوح.

في ظل وضعٍ إنساني كارثي، يعاني فيه 60% من الشعب السوداني من التشريد والضياع، أصرَّ الاتحاد على إقامة منافسة مشوهة وغير عادلة، متجاهلًا الظروف القاهرة التي تعيشها الأندية. فبعض الفرق لعبت عددًا كبيرًا من المباريات، بينما حظيت فرق أخرى بامتيازات غير مبررة، كما تم إعفاء أندية مثل الهلال والمريخ من المشاركة في الدوري المحلي والاكتفاء بتأهلهم المباشر، في انتهاكٍ واضحٍ لمبدأ تكافؤ الفرص.

ما يزيد الأمر سوءًا هو الصمت المطبق من كتلة الممتاز، التي كان يجب أن تكون صوتًا مدافعًا عن أنديتها في وجه هذا الظلم، لكنها اختارت أن تقف موقف المتفرج، مما جعل الأندية الضعيفة عرضةً للقمع والتهميش. ومما يثير الدهشة أن الأندية المتضررة لم تجد أي تعاطف أو تفهّم لمطالبها العادلة، بل واجهت تعنّتًا وقرارات مجحفة تنم عن رغبة واضحة في معاقبتها بدلًا من إنصافها.

أما ما حدث لنادي حي العرب، فهو مثال صارخ على التلاعب والظلم الفاضح. فقد قُدمت شكوى قانونية واضحة حول لاعبٍ مقيدٍ في ناديه السابق بالرقم (8)، وتم تسجيله مجددًا بصفة لاعب جديد، وهو خرقٌ صريح للوائح. ورغم وضوح المخالفة، تم رفض الاستئناف بحجة عدم وجود مستند جديد، في خطوةٍ تعكس بجلاء أن قرارات لجان الاتحاد تتبع أهواء ورغبات الجهات النافذة بدلًا من الالتزام بروح القانون.

إن هذا النهج القمعي والاستهداف الواضح لبعض الأندية لا يمثل فقط تعديًا على حقوقها، بل يشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا لمصداقية المنافسات الرياضية في السودان. الاتحاد السوداني لكرة القدم يتحمل مسؤولية هذا الانهيار الأخلاقي والرياضي، ويبدو أن همه الأكبر أصبح الحفاظ على مصالح فئة معينة على حساب الأندية التي لا تملك صوتًا قويًا.

إننا نطالب الاتحاد بمراجعة هذه القرارات الظالمة، وإعادة الاعتبار للأندية المتضررة، فالعدالة ليست شعارًا يُرفع عند الحاجة فقط، بل هي قيمة يجب أن تُطبق على الجميع دون استثناء. ولن يضيع حق وراءه مطالب، والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من التجاوزات والممارسات التي أضرت بسمعة كرة القدم السودانية.

وأهلك العرب قالوا:

“ارحموا كرة القدم السودانية، يرحمكم الله.”

والقصة لم تنتهِ..
والله المستعان.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..