وسط الرياح

من قلب الفرح إلى قلوبكم المكلومة!

أبو بكر الطيب 

تهانينا لـ “الصّفوة” بهذا الفوز الرائع.
لقد كان الأداء جيدًا، وانتصارًا مستحقًا سيسجله التاريخ.
نعلم أن الهزيمة مؤلمة، خاصةً عندما تكون أمام الندِّ التقليدي، ولكن في عالم كرة القدم، الفوز والخسارة جزءٌ من اللعبة، فنتمنى لكم حظًا أوفر في المباريات القادمة، وأن تستفيدوا من هذه التجربة في لقاءاتكم المقبلة الأفريقية لتكون لكم زادًا ومعينًا.

يبدو أن نائب الرئيس لم يستطع استيعاب الهزيمة القاسية في ميدان المنافسة الرياضية، فانعكس ذلك على تصريحاته، مما يؤكد أن الخسارة كانت قاسيةً للدرجة التي أفقدته الاتزان والوقار، وقد دفعته العاطفة الهوجاء إلى اعتصار مرارة الألم. فقد أبدى مشاعر متناقضة ومتضاربة، فيها غضبٌ وإحباطٌ ونصرٌ وهزيمةٌ وخلافه، وتحفيزٌ مع الهزيمة، وشعورٌ بالظلم من الحكم، فقد خانه أن يدير هذه المشاعر بحكمةٍ وكياسة. فهذه التصرفات الانفعالية، أكيدٌ هي خصمٌ عليه، تقلل من مكانته وهيبته أمام الجمهور.

فقد كانت الهزيمة هزيمتين: الأولى في الملعب، والثانية كانت هزيمةَ وقارٍ واتزانٍ وانضباط. فمهما كان الضغط النفسي والانفعالات بعد الهزيمة، فلا يجب أن تكون مهددةً بفقدان الشخص لمكانته أو احترام الآخرين. ولا يمكن أن تكون الرغبة في تبرير الخسارة والهزيمة بهذه الصورة الانفعالية من خلال لوم التحكيم أو أي ظروف خارجية، فذلك نوعٌ من التهرب وعدم تقبل الهزيمة كأمرٍ واقع.

لكن نعود ونسأل: من كان السبب في أن يخرج رجلٌ في مثل مكانته عن مساره، ويحدث هذا التصدع في الصورة، ويظهر الرجل في محاولاتٍ يائسة لاستعادة السيطرة على الموقف؟ لكنه أحيانًا قد يزيد من تعميق الأزمة عبر ردود أفعاله، وهذا ما حدث بالضبط.

إنَّ الهزيمة، مع مرارتها، لا يجب أن تكون ردة فعلها بهذه الصورة التي تؤدي إلى الخروج عن القواعد المتعارف عليها.

وأهلك العرب قالوا:
“إنّ هزائمكم المتتالية أمامنا قد أصبحت جزءًا من تقاليدكم، كما أصبحت أحلامكم جزءًا من ماضينا، وفي كل مرة خذوا الدرس.”

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..