النمير.. ترتيب الأولويات

معاوية الجاك

عقب الفوز الغالي للمريخ على الوصيف بالهدف الأجمل والأروع لمبارك عبد الله، صرّح الأخ عمر النمير، رئيس مجلس إدارة نادي المريخ، بما مضمونه الشروع فورًا في تأهيل القلعة الحمراء.

تصريح رئيس مجلس إدارة نادي المريخ بالبدء في تأهيل الاستاد لا نريد القول إنه تصريح مستعجل ولم يحن توقيته، ولكن من خلال دوران الأحداث، فالوقت ما زال طويلًا للالتفات إلى تأهيل القلعة الحمراء في الوقت الحالي، وهناك عدد من الملفات المهمة التي تتطلب الاهتمام والتركيز من رئيس المجلس بدلًا من تشتيت التركيز والأفكار في بنود يمكن معالجتها في وقتها المناسب، ولا بد للأخ النمير أن يعمل بفقه الأولويات، خاصة في ظل الظروف الحالية الصعبة، بدلًا من الاستعجال الضار وبعثرة المجهود.

الحقيقة التي نعلمها جميعًا أن الأوضاع الأمنية في السودان حتى اللحظة لم تستقر بصورة كاملة حتى نبدأ تأهيل القلعة الحمراء.

فالحرب لم تضع أوزارها بعد، وهناك الكثير المطلوب حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها المعروفة، وبعدها يمكن التفكير فيما تضمنه تصريح النمير.

الحكومة لم تعلن العاصمة الخرطوم خالية من التمرد ولم تناشد الجميع بالعودة إلى ديارهم، وهناك خطوات أخرى متوقعة من الجهات العسكرية، وخاصة سلاح المهندسين، لتنظيف المناطق والمنازل من وجود متفجرات ومخلفات أخرى يمكن أن تشكل خطورة على أمن المواطن.

وحتى مدينة أم درمان لم يحسم جيشنا تواجد المتمردين فيها بعد، فهناك مناطق ليست بعيدة عن استاد المريخ ما زالت تشكو من تواجد الجنجويد.

كنا نتوقع من رئيس النادي وأعضاء مجلسه أن تكون خطوتهم هذه بالاهتمام بالقلعة الحمراء عقب تحرير منطقة العرضة جنوب مباشرةً، وذلك بالإسراع في وضع قوة لحراسة القلعة الحمراء بعد أن ظلت تتعرض للخراب والسرقات المتواصلة وبصورة مزعجة، وقد تمت مخاطبة المجلس كثيرًا، لكنه للأسف أهمل الاهتمام بهذا الجانب ولم يتم التعامل الإداري المطلوب مع ملف القلعة الحمراء، فكان من الطبيعي أن تتعرض لسرقات كبيرة فقدنا بسببها الكثير من الأشياء الثمينة ذات التكلفة المالية العالية، وكان يمكن أن تكلف حراستها مبلغًا صغيرًا جدًا مقارنةً بقيمتها المالية الكبيرة.

الحقيقة التي يجب أن يعلمها مجلسنا، بقيادة النمير، أنه أهمل استاد المريخ إهمالًا شديدًا، رغم أن الإعلام تطرق لما يحدث فيه ودق جرس الإنذار كثيرًا، وتحدث عن خطورة الوضع والسرقات المستمرة، إلا أن مجلسنا تعامل مع ملف الاستاد بإهمال غريب ولم يولِه الاهتمام الإداري المطلوب، فكانت النتيجة فقدان كثير من المقتنيات.

حتى اللحظة لا ندري، ومعنا كثيرون، سر إهمال المجلس للقلعة الحمراء من الناحية الإدارية، وكأنها لا تخص المريخ.
نتمنى من رئيس النادي معالجة الملفات الآنية المتعلقة بحقوق اللاعبين ونثرياتهم، وإعادة قيد من قاربت فترتهم على الانتهاء، وهذا هو الملف الأهم حاليًا، لأنه يحقق الاستقرار وسط فريق الكرة.

ونأمل من رئيس المجلس الاهتمام بالملف المزعج لكل المريخاب منذ سنوات، وهو ملف الزي، هذا الملف الذي حيّر الطبيب والمداويا في المريخ.

الآن فريق الكرة يعاني بصورة كبيرة في موضوع الزي، فما تم إحضاره في الفترة الفائتة، رغم جودته التي وجدت الإشادة من البعثة، إلا أن الكمية كانت بسيطة جدًا ولم تفِ بالمطلوب، ويبدو أن التعامل مع الملف لم يكن بالصورة التي تعالج كل القصور الموجود، فشعار المباريات الرسمية ليس بالعدد الكافي، ولا زي التدريبات، ولا زي السفر.

ملف الزي في المريخ يستوجب وقفة من النمير بنفسه مع المدير الرياضي، وضرورة إحضار زي يشبه المريخ وبكمية كبيرة بمختلف الأشكال والألوان التي تعطي المباريات الرسمية والتدريبات والسفر الشكل اللائق بالفريق.

من الأخطاء التي ظلت تتكرر في ملف الزي في المريخ هي إحضار كمية بسيطة لا تغطي كل اللاعبين، فلو زاد العدد، فسيعاني اللاعبون في الحصول على زي جديد، ولا بد من معالجة هذه النقطة.

على الأخ النمير معالجة مثل هذه الملفات، التي قد يراها هو بسيطة، ولكنها مهمة وضرورية للغاية وتعكس العنوان الكبير للمريخ.
فيما يتعلق بملف الاستاد، فهو بالطبع يحتاج إلى ميزانية مالية ضخمة جدًا، خاصة بعد الاشتراطات القاسية للمطلوبات الرسمية التي تتزايد عامًا بعد عام، ولذلك المهلة سمحة في هذا الملف حتى يتم تجهيز الميزانية التي تغطي كل الاحتياجات.
العافية درجات.