وسط الرياح

تداعيات الفساد!

تداعيات الفساد!

أبو بكر الطيب

كثرة التكرار تُعلِّم الشطَّار، لذلك سنظل نكرر حتى يتعلم الشطَّار أن تداعيات الفساد هي أساليب مدمرة للرياضة في الحاضر والمستقبل، وأننا لا نبحث عن منافسات فقط لتحديد المراكز للتمثيل الخارجي، بل نريد منافسة نزيهة تعكس قيم الرياضة في المقام الأول وترتقي بالمستوى الفني والأخلاقي.

ظلت الرياضة السودانية غائبة عن المشهد الرياضي الإقليمي والدولي بفعل انعدام التخطيط الاستراتيجي وانتشار الفساد، الذي يُحرِّف معاني التطور ويكون سببًا في حرمان الأندية من المشاركة في البطولات القارية بمستوى مميز ومشرف. فتكون مشاركاتنا مجرد هدر للموارد البشرية والمالية دون الاستفادة من صقل المواهب وتطويرها وتحقيق التفوق، بل تأتي مشاركاتنا ضعيفة تشوه صورة الدولة، مما يجعل ترتيبنا في قائمة الدول الأكثر تخلفًا.

إن ما يدلِّل على وجود فساد داخل الاتحاد العام هو عدم وجود استثمارات في البنية التحتية، حيث لم يتم تنفيذ أي إصلاحات حقيقية على مدار أكثر من عشرين عامًا على مستوى المنافسات، الاستادات، المنتخبات، أو البرامج الرياضية المطروحة. وعلى العكس، نجد تراجعًا كبيرًا في التصنيف الدولي للمنتخبات والأندية، مما يؤكد الحاجة الحقيقية إلى إصلاح شامل يُعيد الثقة إلى النظام الرياضي.

لذلك تأتي دعوتنا المتكررة والإعادة إلى أهمية اتخاذ القرارات اللازمة في تفعيل آليات المساءلة داخل الاتحاد العام، مع إنشاء محكمة التحكيم الرياضي للرقابة والفصل في القضايا المتعلقة بالمخالفات القانونية والإدارية والمالية الرياضية. كما نطالب بكشف الحقائق والفساد دون خوف ومنع التكاليف الدولارية الباهظة التي تُعيق أصحاب الحقوق من استرداد حقوقهم، مما يُسهم في نشر النزاهة والتقيد بروح المنافسة العادلة بين جميع الأطراف.

من هنا، نُصرُّ ونُطالب بضرورة تكوين محكمة التحكيم الرياضية، لتكون خطوة مهمة للفصل في المخالفات، إذ توفر هذه الهيئة آلية سريعة وسهلة وفعالة لحسم القضايا، مما يُمكن الجميع من المطالبة بحقوقهم القانونية دون الحاجة للجوء إلى المحاكم الدولية التي تتطلب تكاليف مالية باهظة، وهو ما يحرم الكثيرين من حقوقهم بسبب العجز المادي.

وأهلك العرب قالوا:
“لن نملَّ ولن نسأم من التكرار والمطالبة بمواجهة الفساد”، وننادي جميع الرياضيين، الأندية، والاتحادات الرياضية بالوقوف في وجه الفساد، والتركيز على تحقيق النزاهة والشفافية، لتكون مرآة تعكس العدالة والقيم الرياضية النبيلة التي ينبغي أن تزين مجتمعنا الرياضي.

والله المستعان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..