برافو ميشو

معاوية الجاك

قرار المدير الفني للمريخ، ميشو، بمواصلة أداء الفريق لمبارياته في الدوري الموريتاني في غياب حوالي عشرة عناصر تم اختيارها للمنتخب الوطني لاستحقاقاته الدولية، يُعتبر قراراً شجاعاً، ويستحق عليه الصربي التقدير والاحترام.

هو قرار شجاع لأنه يعني الكثير ويشكل أدباً جديداً وجميلاً، له فوائد كبيرة سيجنيها فريق الكرة مستقبلاً.

أداء المريخ لمبارياته في غياب الدوليين يعني زرع الثقة في نفوس بقية اللاعبين، خاصة الشباب منهم، ويرسل لهم رسالة واضحة: “نحن نثق في قدراتكم، وأنتم على قدر التحدي، ولولا ذلك لما اتخذنا هذا القرار الخطير”.

أداء المباريات في غياب الدوليين يعني أن ميشو يسعى لترسيخ مفهوم طالما أرهقنا أنفسنا لأجل أن يستوعبه الكثيرون، وهو أن الغرض من أداء المباريات ليس تحقيق الفوز بقدر ما هو الوقوف على قدرات جميع اللاعبين، من أجانب قدامى وجدد، وعناصر شابة ممن لم يجدوا الفرصة كاملة في الفترة السابقة.

كتبنا أكثر من مرة أن الغرض الأساسي من مشاركة المريخ في الدوري الموريتاني ليس الفوز بالبطولة، بل حفظ التوازن النفسي والبدني والفني للاعبين عقب الخروج من دوري الأبطال، بجانب إتاحة الفرصة للجهاز الفني للفريق للتعرف على كل التفاصيل الفنية لجميع اللاعبين.

سيجد ميشو فرصته الكاملة، بهدوء، ليتعرف على قدرات لاعبيه ويحدد بعدها من يواصل المشوار على مستوى الأجانب والمحليين، فهناك لاعبون لم يجدوا الفرصة الكافية للمشاركة، وها هي الفرصة قد أتت على طبق من ذهب، وعلى اللاعبين، خاصة الشباب، اغتنامها بهدوء وتقديم أنفسهم للصربي وإقناعه بأحقيتهم في مواصلة المسيرة مع الفريق الأول.

تبقى فقط المطلوب من جمهور المريخ الانتباه إلى جزئية مهمة، وهي عدم التركيز على نتائج الفريق، فلو خسر – لا قدر الله – فلا يجب الوقوف عند الخسارة، بل العمل على تجاوزها ومساعدة الجهاز الفني واللاعبين، ولنعتبرها مباريات للتجريب لا للفوز.

قد يحقق الفريق الفوز في كل المباريات، ولكن هذا الفوز قد يُغطي على أي سلبيات لا يتمكن الجهاز الفني من رؤيتها.

أعينوا اللاعبين والجهاز الفني بعدم التركيز على أي نتيجة سلبية، وعلينا التركيز على شكل اللاعبين ومدى قدرتهم على تنفيذ مطلوبات الجهاز الفني، وبالتالي قدرتهم على الاستمرار في كشف الفريق.

برافو الصربي ميشو.