أخبار

القنصل حازم يهنئ القوات المسلحة والرياضيين بشهر رمضان ويثمن مواقف الشعب السوداني

القنصل حازم يهنئ القوات المسلحة والرياضيين بشهر رمضان ويثِّمن مواقف الشعب السوداني

الصّفوة – القاهرة 

بعث رئيس نادي المريخ السابق، القنصل حازم مصطفى، برسالة مطولة هنّأ من خلالها الشعب السوداني وقواته المسلحة والرياضيين بمناسبة شهر رمضان المبارك، وذلك عقب نهاية فعالية توزيع الحقيبة الرمضانية للرياضيين وقدامى اللاعبين، التي أُقيمت مساء أمس في صالة فورسيزون بالعاصمة المصرية. وجاء في رسالة القنصل الآتي:

بداية، اسمحوا لي أن أزفّ التهاني العَطِرات لكل السودانيين، ولكم على وجه الخصوص، بمناسبة شهر رمضان الكريم.. تقبّل الله منّا ومنكم الطاعات وصالح الأعمال.

كما لا يفوتني أن أُسوق التهنئة العطرة، ونحن نَتَنَسَّم عبق الانتصارات المدوّية للجيش السوداني، الذي سطّر ملحمة عسكرية تستحق أن تُدرّس في كليات العلوم العسكرية، ذلك أنه تصدّى لعدوانٍ مُركّب، تحرّكه جهات خارجية وداخلية.. وللأسف، بينهم من كنا نظن أن قلبه على السودان.

نعم، تستحق إنجازات وانتصارات الجيش السوداني أن تُدرّس؛ لأنه أوجد فنونًا قتالية غير مألوفة؛ فقد شهدنا جميعًا – كما شهد العالم أجمع – معادلاتٍ ونظريات قتالية جديدة.

فإذا كان خبراء العلوم العسكرية يؤمنون بفاعلية نظرية الاشتباك مع العدو، وأهميتها التي ترتكز على قتال العدو من مسافة كيلومترات قليلة، فإن قادة الجيش السوداني، وجنوده، والقوات التي تقاتل إلى جانبه، أوجدوا نظرية عسكرية جديدة، هي “نظرية الالتحام”. فما قام به جنود الجيش تجاوز مرحلة الاشتباك إلى مرحلة الالتحام؛ فقد شاهدنا – كلنا – كيف يلتحمون مع العدو، كأبرع ما يكون القتال، وكأفضل ما يكون الالتحام، وكأحسن ما يكون القتال من المسافة صفر، لدرجة أن الجيش علّمنا أن المتر الواحد له دلالة في نظرياته القتالية والعسكرية.

أعذروني على هذه الإطالة، لكن هل من المنطقي أو المعقول أن يعلو كلام فوق كلام الجيش والجياشة؟! لهم منا عظيم التقدير، ووافر الاحترام… حيّا الله الرجال، وحفظ السودان آمنًا مطمئنًا.

ولأن المقام مقام إنجازات، أجد نفسي في غاية السعادة ونحن نجتمع هذا الاجتماع، لنكتب شيكًا على بياض في حبّ عددٍ من أبناء السودان الخُلَّص، الذين لهم في مضمار العمل العام صولات وجولات، سواء في العمل الإعلامي أو في خدمة المنتخبات الوطنية والأندية، خاصة كيان المريخ العظيم.

نجتمع اليوم؛ لأننا نؤمن بأن دَيْن الرجال واجب السداد، وأن حقهم يجب أن يُسدّد، وهم بين ظهرانينا، لا أن نصمت عن مدحهم وإنصافهم إلى حين أن تصل أعينهم إلى إغماضتها الأخيرة.

نعم، لن نكون مثل كثيرين، ولن نمدح النهار فقط حينما يطلّ المساء، بل سنحتفي بالنهار قبل غروب الشمس، وسنرفع القبعات لخيوط الشمس التي أهدتنا هذا الدفء الجميل.

القنصل حازم يهنئ القوات المسلحة والرياضيين بشهر رمضان ويثمن مواقف الشعب السوداني

ولذلك، أقول بكل ثقة: إن ما نقدّمه اليوم إنما هو محاولة لرسم إطارٍ يليق بكل ما قدمتموه للسودان عمومًا، وللشارع الرياضي على وجه الخصوص، وكذا هو تبيانٌ وتأكيدٌ أن الذي بيننا ليس حبًّا طرفه واحد، فالوفاء بيننا مبذول، ولكم في القلب معزة، وهي معزة – إن كنتم تعلمونها – فإنكم، قطعًا، لم تعلموا مداها البعيد.

أعزائي، وأنا أخطّط لهذه الكلمة الموجزة، ذكّرني اجتماعكم هذا وتجمّعكم هذا، بأن هناك أناسًا لا تحترمهم فقط لمجرد أنهم يبادلونك الاحترام والمودة، وإنما تحترمهم لاحترامهم لذواتهم، وتحترمهم لصفاء نيتهم ودواخلهم. وأحسب أن هذا الجمع منهم، بل إنني على يقين أنهم كذلك، فمنهم من رأيناه يمنح بلا انتظار، ويغفر بلا اعتذار، وهذه من الصفات النادرة، وهذا مما أوجب علينا أن نقف هذه الوقفة لنقول لهم: “شكرًا على صنيعكم الجميل”.

أحبّائي، مع أن هذه الحرب اللعينة تأذى منها السودانيون بصورة غير مسبوقة، فإنها في المقابل أظهرت معادن السودانيين الأصيلة، وبيّنت أن التوادد والترابط بينهم غاية في الإبهار، وغاية في التفرد. فقد تقاسم السودانيون لقمة العيش، وتقاسموا (الضرا)، واقتسموا حتى الخيمة والمأوى، وهو أمر وثقته الصورة – التي لا تكذب ولا تتجمّل.

وكم من صورة أزاحت عنّي – أنا، حازم – موجاتٍ من الحزن، وبددت كومة الأسى في داخلي؛ فقد برهنت الأدلة أن الإنفاق من قليلٍ أمر لا يتقنه إلا أبناء هذا الشعب المُعَلِّم، وأن العطاء في عزّ الحاجة أمر لا يتأتى إلا لأصحاب العزيمة، والضمائر الحية، والوجدان السليم، وهذه دروس تعلمتُ منها – شخصيًّا – الكثير والكثير، مما أرجو أن يعينني في مقبلات أيامي.

ومما شدّني وأبهرني كثيرًا تلك الحالة من تكاتف السودانيين، الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة السودان إلى دولٍ أخرى. وهنا كانت لوحةٌ أخرى زاهية، وصورةٌ أخرى مبهرة – وقطعًا – كنتم من أبطالها. فقد رأينا، ونما إلى علمنا، كثيرًا مما قمتم به لسدِّ كثيرٍ من الفجوات في الإطار المجتمعي، وكنتم خير معينٍ لكثير من الأسر، التي واجهت قدرًا من الصعاب في بلاد المهجر القسري، وهذا ليس بغريب عليكم، فأنا على يقين أن أغلبكم يؤمن أن الإنسان إذا أعيته المروءة شابًا فمطلبها كهلًا عليه شديد. وبناءً على ذلك، كنتم سبّاقين لعمل الخير، ولذلك يجب أن يكون الجزاء من جنس العمل، فشكرًا لكم من القلب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..