خليك واضح

أبياه يصرخ وامعتصماه!

أبياه يصرخ وامعتصماه!

محمد الطيب كبّور

قدم كواسي أبياه عملًا فنيًا كبيرًا جدًا رفقة صقور الجديان، رفع به سقف طموحاتنا لعنان السماء، وأصبحنا لا نتهيب أي منتخب. تحت القيادة الفنية لأبياه، صعد منتخبنا لتصفيات الأمم الإفريقية بالمغرب، والآن يتصدر بطولة “الشان” وينافس بقوة متصدرًا مجموعته في تصفيات كأس العالم، والتي تنتظره فيها مواجهة من العيار الثقيل أمام المرشح الأبرز السنغال في ملعب شهداء بنينا في بنغازي يوم 22 مارس الحالي.

ثم مواجهة ثانية أمام جنوب السودان بعد ثلاثة أيام في ذات الملعب. وبدأ منتخبنا الوطني التجميع فعليًا في الطائف في معسكر إعدادي مُعلن تتخلله مباريات ودية. ووسط هذا المشهد المحفز والمفعم بالأمل، وردت الأخبار المزعجة بأنباء عن أزمة بين الغاني كواسي أبياه والاتحاد السوداني قد تقود لإنهاء مشوار الغاني مع صقور الجديان.

خبر كهذا بكل تأكيد مزعج، لأن الآمال والأحلام قد تنهار في لحظة إذا غادر الغاني المحب للسودان في هذا التوقيت، وهو الذي ضحّى بكل شيء مؤكدًا ارتباطه بالسودان وسعيه لإسعاد الجماهير السودانية، وجعلنا في أفضل حال فنيًا، وصقور الجديان على كل لسان. أبياه لا يستحق سوى التقدير والإيفاء بالالتزامات تجاهه، لأنه يؤدي ما عليه بكل إتقان.

الغريب في الأمر أن مرتبات الغاني حسب ما هو مشاع متكفل بها الاتحاد السعودي، وإذا كانت مسألة عدم صرف الحوافز هي التي جعلت كواسي أبياه يعلن توقفه لحين السداد، فإن الاتحاد السوداني يكون حينها كمن يبطر بالنعم لعجزه عن توفير مستحقات أبياه، والتي هي عبارة عن حوافز. وقبل أن يصرخ كواسي أبياه “وامعتصماه”، كان الأجدى الإيفاء بالالتزام حتى لا تتأثر المعنويات.

أكثر وضوحًا

ما يقوم به أبياه يستحق أن تُضاعف له الحوافز بدلًا من حرمانه من حقوقه المنصوص عليها في العقد. والاتحاد ظل يصرف على برامج عديدة “لخدمة أجندة انتخابية” ليست أهم من الإيفاء بحقوق المدير الفني لمنتخبنا الوطني.

ليلة من أجمل الليالي أقامها القنصل حازم مصطفى في القاهرة، جمعت شمل أهل المريخ “إعلاميين وقدامى لاعبين”، وكان حضورًا بهيًا الزملاء الأهلة ملبين الدعوة الكريمة، وكذلك الأخ عبدالمنعم أبوحجل، رئيس نادي الأهلي مروي السابق، وعدد من الرياضيين بحضور زين قاعة “فور سيزون”.

البعض اعتذر عن تلبية الدعوة نسبة لظروف خاصة، وما أكثرها في هذه الأيام، وهي محل تقديرنا واحترامنا. وقد تكون الذاكرة خانتنا في عدم دعوة البعض، ليس انتقاصًا من شأنهم، وإنما هي طبيعة عمل البشر، لا يمكنه الكمال، ولهم العُتبى.

الانتماء للمريخ والهلال ليس دعوة للحرب، ولا يكاد يخلو بيت في السودان لا يجمع بين هذا المزيج، ويحلو المشهد بالمناكفات. وعلى مستوى الإعلام، تربطنا علاقات وروابط صداقة مع عدد كبير من الزملاء الأهلة، والرياضة رسالتها المحبة والسلام، وإن ساءت العلاقة بين الناديين، فهذا لا يعني أن نعيش في عزلة عن بعضنا البعض، وكل “شوكة بي دربها” حتى لا يتم خلط الكيمان.

البعض يريد أن يجعل من هذه العلاقة جريمة بعدم قبول الاجتماعيات المريخية التي يتم فيها دعوة الزملاء والإخوة في الهلال، وبالطبع هي عملية توزيع صكوك الانتماء بادعاء زائف، وكأنهم يملكون صك المريخ، ووحدهم من لهم الحق في تقرير كل ما هو مرتبط بالمريخ.

مجرد سؤال

متى نعرف نفرّق بين الأشياء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..