
تعقيدات بنكية!!
أبو بكر الطيب
تابعنا ببالغ الاستياء والحيرة تصريحات رئيس الاتحاد العام الأخيرة حول تأخير صرف مستحقات الجهاز الفني للمنتخب السوداني، والتي أرجعها إلى ما وصفه بـ “تعقيدات بنكية”، هذه التبريرات التي قدمها ليست سوى محاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، ولا يمكن أن تقنع أي متابع للشأن الرياضي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتأخير تجاوز عشرة أشهر كاملة. هل يعقل أن تظل هذه “التعقيدات” لغزًا مستعصيًا طوال هذه الفترة؟
هذا التأخير ليس مجرد إهمال إداري عابر، بل هو استهتار صارخ بمكانة المنتخب الوطني، واستخفاف بمشاعر الجماهير السودانية التي تتطلع إلى رؤية فريقها في أفضل حالاته وهو يخوض مباريات مصيرية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
إن الادعاء بأن الأزمة سببها تعقيدات بنكية ذريعة واهية لا تقف على أرض الواقع، فكيف يمكن لهيئة تدير شؤون أكبر مؤسسة رياضية في البلاد أن تفشل في إيجاد حلول فورية لضمان حقوق المدرب والجهاز الفني؟ أين الشفافية والمحاسبة؟ هل هي من المستحيل؟ عليكم تحمل مسؤولياتكم كاملة، وبإصدار توضيح شفاف ومباشر يكشف الحقائق كاملة:
- لماذا تأخرت الرواتب طوال هذه الفترة؟
- من المسؤول عن هذا التقصير؟
- ومتى سيتم صرف المستحقات بشكل عاجل دون مزيد من المماطلة؟
المنتخب السوداني ليس ملكًا للاتحاد، بل هو ملك لكل سوداني يحلم برؤيته يحقق الإنجازات ويعتلي منصات التتويج. ومن حقنا جميعًا أن نحصل على إجابات واضحة بعيدًا عن العبارات المكررة والوعود الزائفة.
لقد صبر الجمهور الرياضي كثيرًا، لكن للصبر حدود. الجماهير السودانية لن تقبل بأن يُترك منتخبها فريسة للإهمال وسوء الإدارة، ولن تتسامح مع أي تقصير يهدد مسيرته في المحافل الدولية.
كفى استهتارًا.. الكرة في ملعبكم
السيد رئيس الاتحاد، نعلم جيدًا أن حل هذه المشكلة في متناول أيديكم إذا توفر الحرص الحقيقي والنية الصادقة لخدمة الكرة السودانية. ولن نسمح بعد اليوم بأن تُدار أمور المنتخب بهذه الطريقة العشوائية التي تهدم ما تبقى من ثقة الجماهير في مؤسسات كرة القدم.
نطالبكم بالتحرك الفوري والعاجل لصرف كافة مستحقات الجهاز الفني، وضمان عدم تكرار هذا العبث الإداري مستقبلًا.
وأهلك العرب قالوا:
إن الجماهير السودانية ليست غافلة عما يحدث، ولن تصمت عن حقوقها. وإذا لم يتحرك الاتحاد لتصحيح هذا الوضع، فإن كل الخيارات متاحة للضغط والمطالبة بالإصلاح، بدءًا من المساءلة الإعلامية ووصولًا إلى الفيفا.
أعيدوا للمنتخب هيبته، وللجماهير احترامها.
والله المستعان.