استراتيجية الخمس سنوات

استراتيجية الخمس سنوات
د. طارق عوض سعد
زمان، والإنقاذ في أيامها الأولى، رفدت الساحة الاجتماعية والسياسية بالعديد من الأسماء البارقة للجانها وانبثاقاتها ومجموعاتها..
لدرجة أننا سمعنا وقرأنا مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، لجهة أنها تخالف الواقع والخيال.
ما يُحمد للإنقاذ أنها كانت تملك من المفكرين والعلماء ما يوفر لها أسباب الإقناع لكل ملتاع شكوك، ولعل صبر الشعب السوداني ثلاثين عامًا لم يكن من فراغ، لعلمه أن مثل هذه العقول يُعتد بها ويُرجى منها.
قطعًا، لا يختلف اثنان، بمن فيهم ألدّ أعداء الإنقاذ، أن هؤلاء الرجال رجال علمٍ وفقهٍ وحضور، الأمر الذي أذكى حُوبات الصبر والجلد لأقصى حد ممكن، لإحلال فضيلة “عسى ولعل”.
تقودني هذه المقدمة للتطرق إلى واستبيان أوجه الشبه والمعايير التي استنطق سلطانها الإخوة النميريون ليُجمّلوا كتابهم بمثل هذه المسميات.
استراتيجية!
نعم، استراتيجية مرة واحدة كذا!
استراتيجية دون إيجاد بنيات ترتكز عليها لإسناد غدٍ أكثر إيجابًا.
أشك في أن معظمهم يدرك معنى كلمة “استراتيجية”، فكأننا بفاقد الشيء لا يعطيه.
ولنُسلّم جدلًا أنهم يوقنون، فهل المجلس نفسه تدارس أساس العمل الاستراتيجي وطبقه على نفسه حتى يتسنى له تحبيره عنوانًا لسياسته القادمة؟
الشاهد أن معطى الدفق الإداري في المريخ خاوي على عروشه، إذن كيف لك وأنت والصفر صنوان، ويعوزك إسناد أركان مجلسك، ثم تطالب المستحيل أن “قف معي لأبني مجد النجم عبر استراتيجية لخمس سنوات”؟
ثم، من أدراك أنك ذو حظ عظيم بما يفسح لك الجهد والوقت والعزم لتنفيذ رسمك المزعوم؟
لا أجزم أن النميريين قد اعتصموا درب الإنقاذ،
فلا العقول ولا العزائم ذات شبه، وهذه موجودة محفزة لسؤال:
بالله عليكم، ما هي استراتيجية المجلس طيلة عمركم الخالي؟
ومن منكم نفّذ ولو جزءًا يسيرًا من برنامجه الانتخابي الذي، بالضرورة، هو في عداد المد الاستراتيجي؟
دهن الأفكار بإجهاف السوميت..
فكرة لا تروق للمتن الصحيح للعلوم الاستراتيجية.
الصحيح هو تنقيح عقولكم في الأساس لمنحها القدرة على البناء الاستراتيجي،
ومن ثم اختيار العناصر الصلبة القادرة على إنفاذ الخطط.
ما ممكن تعيّن لي زولًا لشغل محدد،
وقبل أن يجف حبر تعيينك، يستقيل،
وبعد ده كلو تقول عايز تعمل “استراتيجية خمسية”!