
فعلها أبو جيبين، وننتظر النمير
معاوية الجاك
-
زيارة الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي المريخ، الأخ أيمن أبو جيبين، للرئيس الحالي لمجلس إدارة نادي المريخ، الأخ عمر النمير، في داره، تُعتبر حدثًا كبيرًا وعظيمًا ومهمًا يستحق الوقوف والاحتفاء من كل المريخاب، صغيرهم وكبيرهم، مؤيدهم ومعارضهم.
-
فالزيارة يجب أن يتفق الكل على دعمها إيجابًا دون تردد حتى نجني ثمارها استقرارًا مريخيًا منشودًا.
-
دعونا نتفق جميعًا على دعم الخطوة، وبعدها ليتفرق كلٌّ صوب مكانه ليعارض ويؤيد بطريقته التي كان عليها.
-
لا نتردد في القول إن انتقاد الزيارة يجب أن يكون محرمًا أمام أي مريخي، لأن انتقادها يعني المساس بقيم المريخ الحقيقية السمحة، فهي الأخوة التي ننادي بها، ونشأنا عليها، وبها تلاقينا، وعليها تعارفنا وتقاربنا.
-
هي الرابط الاجتماعي الذي ظللنا ننادي به وسنظل دون توقف، وقبل يومين كتبنا حول هذه الجزئية التي نعتبرها مهمةً ومدخلًا ووسيلةً لتحقيق غايات تُفرح وتسعد قلوبنا المرهقة بجراح الخلافات.
-
نحن في المريخ إخوة قبل كل شيء، فالمريخ ليس ناديًا لكرة القدم فقط، فهو نقطة التلاقي الاجتماعي والتقارب الروحي الصادق، والتوادد الجميل.
-
رباط الحب والأخوة أقرب من أي رباط لأنه خالص لوجه الله والمريخ، دون غرض ومبرأ من كل عيب.
-
بادر أيمن وزار النمير، ولعل زيارته هذه أعادت لنا أحلى الذكريات مع بدايات رئاسة أبو جيبين للمريخ، وكيف بدأ في تقديم فكر إداري مختلف، بعيد كل البعد عن النمط التقليدي.
-
ما قدمه أيمن في بداياته كان مدهشًا ومفرحًا ومفاجئًا لأنه مختلف، وكان يمكن أن يكون نواةً لتأسيس وتشكيل مجتمع رياضي سليم ومعافى من كل تشوهات العصبية البغيضة، ليس بين المريخاب فقط، بل بين كل مكونات الوسط الرياضي في السودان.
-
كان يمكن لأيمن أن يُرسي أدبًا إداريًا يبقى سلوكًا ثابتًا للجميع، تتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل، ولكنه للأسف ابتعد، فهزم الفكرة الرائعة، وترك مكان التفاؤل التشاؤم والإحباط.
-
ما يهمنا اليوم أن أيمن عاد، وكأنه أراد إصلاح بعضٍ مما أفسده بابتعاده المباغت وهو يزور النمير.
-
ما نأمله ونرجوه ونحلم أن نراه واقعًا يمشي بيننا، أن تكون ردة فعل النمير مع زيارة أبو جيبين ذكيةً، وألا يُهدر الفرصة الذهبية التي هيأها له أيمن و”القون فاضي”.
-
على الأخ النمير أن ينتفض، ويعيد ترتيب حساباته، ويخرج من انغلاقه الضار، لينفتح على مجتمع المريخ الكبير، ويقترب منهم جميعًا، بدءًا من مجلسه.
-
ننتظر من الأخ النمير الخروج والذوبان في مجتمع المريخ، وأن يقربه إليه بكل مكوناته، بدلًا من أسلوب التنفير الغريب الذي ينتهجه منذ تسلمه رئاسة المجلس، ونقول له: “ما تمارسه لا يشبه المريخ ولا من يتولى رئاسة المريخ.”
-
وليعلم النمير أن المريخ نادٍ عظيم باحترام جمهوره وأعضاء مجلسه والاستماع إليهم.
-
ننتظر من النمير الانفتاح على كل المريخاب، لأنه رئيس لناديهم وليس تفضلًا منه.
-
فليتواصل مع رؤساء المريخ السابقين، بدءًا من جمال الوالي، وأسامة ونسي، وآدم سوداكال، وحازم مصطفى، وأيمن أبو جيبين، وليُشركهم جميعًا في شأن المريخ.
-
نقول للنمير إن الفرص لا تتهيأ كثيرًا، والشاطر هو من ينتهزها ويحولها إلى أهداف.
-
فالتاريخ دومًا ما يحفظ الأشياء الجميلة، وما عداها يُسقطه التاريخ من ذاكرته التي لا تختزن إلا ما يترك أثرًا طيبًا.
-
ننتظر رد فعل النمير، فهل يتقدم ليرد الزيارة بأفضل منها، وينفتح على مجتمع المريخ، ويغير الصورة الذهنية السالبة التي رسمها هو بنفسه عن نفسه أمام المجتمع المريخي؟ أم يواصل رحلة الانغلاق على ذاته، ليكتشف غدًا أنه خسر كل شيء، وبعدها سيرحل بهدوء دون أن يذكره أو يشكره أحد.
قوموا إلى مريخكم.