معركة الكرامة

معركة الكرامة
د. طارق عوض سعد
عامان خليا منذ انطلاقة شرارة الحرب في شهر رمضان قبل الماضي.
عامان تفحمت فيهما الجثامين، واحمرت الأدمع، وترملت النساء، وهاج وتر الحزن عميقًا في نفوس الأبرياء.
وكالعشم في أخيلة الناضحين إيمانًا ويقينًا، توضأت الخرطوم بعرق الرجال الميامين.
ثار المارد لنفسه..
تناثرت العزائم، وناطحت ثريات الأماني المشرئبة إلى النصر المؤزر.
الصمود العذب في كرري..
“وجلمود صخر حطَّه السيل من علٍ” — كتب حروفه لواء المجد نصرالدين وصنو دربه الشهيد أيوب وصبره في رحلة زحفه من سنجة إلى قلعة المدرعات.
تترى بشائر النصر، ليس عن فراغ؛ إذ كانت همم الرجال العالية مسقوفة بدهاء الحرب، ومكر الثبات، والصبر، والجلد.
لم يكن القائد بعيدًا عن ركائب المهر وغبارها المعربد.
الكاهن
والحفر بالإبرة.
تلاقح الأجياد المعفرة بالغبار بأشواق شباب من طينة البَرَرَة الأمجاد وقطائف وأفرع قواتنا بتشكيلاتها المختلفة.
شرطة السودان وكفى…
أمننا ومخابراتنا وكاتم سر آهاتنا وأفراحنا.
المشتركة كيف؟
يكفي جمع فرقاء الأمس، ونسيان ما كان من ماضٍ ومرارات، برغم قسوتها، إلا أنها اشتركت في سيماء نشيد الوطن.
المشتركة فوق.
الآن، أيها الوطن.. هم، ونحن، وأولئك
فداء لأرضك البكر، وعشبك الأخضر
وزرعك الأنضر
ووجهك الأسمر.
توضأت الجباه حين نودي: “حي على الصلاة”.
جميعنا في حُزية الصفوف نتزاحم، وأكفُّنا متضرعة للحق عز وجل…
وبين اصطفافنا وإقامة الصلاة
ثمة أدعية وسلاح، وأمان، وزهد، وبسالة، وجسارة:
اللهم انصرنا على القوم الظالمين.
اللهم شتتهم بددًا
ولا تُغادر منهم أحدًا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.