مباراة أعصاب باردة
معاوية الجاك
قبل أيام، تحدثت مع كابتن منتخبنا الوطني الأول رمضان عجب أثناء مرور بعثة منتخبنا بمطار القاهرة، متوجهةً إلى بنغازي الليبية لمواجهة منتخبي السنغال وجنوب السودان، ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
قلت لرمضان إن مباراة السنغال تتطلب منكم أعصابًا باردة وهادئة دون انفعال، لأن أي انفعال يعني زيادة حجم الضغط، خاصة وأن منتخب السنغال ليس بالمنتخب السهل.
هدوء الأعصاب مطلوب لمواجهة رفاق ساديو ماني. نعم، الفوارق تصب في مصلحة السنغال؛ الاستقرار الفني، والنفسي، والجاهزية البدنية كلها لصالح الخصم. ولكن رغم كل ذلك، ثقتنا كبيرة في شباب منتخبنا، وهم يتصدرون المجموعة ويتفوقون على نجوم الدوريات الأوروبية والعربية.
لاعبو منتخبنا يدخلون المباراة وهم غرباء عن ديارهم وأهلهم بأمر الحرب اللعينة، ولعل هذا الجانب المرهق يمكن تحويله إلى طاقة إيجابية وقوة معنوية تشكل لهم دافعًا إضافيًا لإسعاد الشعب المسكين الذي ظل يعاني وهو مشتت بين دول الجوار وغيرها.
نعود للهدوء ونقول إن البرود مطلوب، وهذا الجانب يوفره الإعلام والجمهور والأخوة في الاتحاد السوداني لكرة القدم.
الشحن الزائد مرفوض، لأنه سيقود إلى نتيجة عكسية. ولذلك، علينا عدم شحن اللاعبين بصورة تشتت تركيزهم وتبدد جهودهم.
لنتركهم يدخلون المباراة لإمتاع أنفسهم، ولا نطالبهم بتحقيق النصر (كسر رقبة).
نقول لرفاق رمضان عجب: ادخلوا المباراة بهدوء و(أعصاب من ثلاجة)، فإن حققتم الفوز، خير وبركة، تكونوا ما قصرتم، وإن تحققت أي نتيجة أخرى، فلن نلومكم أبدًا، فقد أسعدتمونا كثيرًا من قبل ولم تقصروا.
أسعدتمونا في أسوأ الظروف، وكنتم النوارة التي أينعت، ونشرتم البهجة في نفوسنا التي أنهكها الحزن. مع ملاحظة أن أي رد فعل سلبي مع أي نتيجة غير مطلوبة يعني الإحباط وتشتيت التركيز قبل خوض مباراة جنوب السودان.
سندعمكم بقوة من على البعد بالدعوات الصادقات.
الإخوة في الاتحاد العام، نطالبهم بتهيئة بيئة مثالية لأبناء منتخبنا من خلال عدم الضغط قبل موعد المباراة. فقط نطالبهم بإعلان حافز خاص ومحترم لمباراة السنغال.
بالتوفيق للصقور.
