انتخابات الاتحاد العام معركة تكسير العظام!
إعداد: محمد الطيب كبّور.
تأشيرة المرور في انتخابات الاتحاد العام، المُزمع عقدها في 13 من نوفمبر المُقبل، تتطلب أن تخلو صحيفة المرشح من أي إدانة، والذي لا ينجح في إثبات نظافة ملفه، فحتمًا سيكون خارج السباق الانتخابي.
وضعت مجموعة التغيير يدها على ملفات فساد تخُص مُرشّح النهضة السلطان حسن برقو، الذي ثبتت إدانته بتُهم الاختلاس والتزوير وخيانة الأمانة، لدرجة وضع اسمه على قوائم المحظورين من السفر إلى حين إرجاعه للمبالغ التي ثبت اختلاسها.
وفتحت مجموعة النهضة ملف بنك عودة، لتوجيه ضربة موجعة ضد الرجل الثاني في المجموعة بعد كمال شداد، مما أصاب المجموعة بالإحباط، لا سيما وأنّ جميع المعاملات المالية التي تمت في تلك الفترة كانت في النور ووفق دورة مالية مُنضبطة، وكان سبب فتح حساب في بنك عودة آنذاك هو خضوع السودان للعقوبات الأميركية ومنها إيقاف التعاملات البنكية مع السودان، لذا تم فتح حساب ببنك عودة في مصر، حتى يسهل عملية استلام الأموال من الفيفا، وبالتالي تكون حقوقه محفوظة إلى حين إتمام الإجراءات المطلوبة.
وبدلًا من أن ترد النهضة على ضربة التغيير فإن الهدف جاء عكسيًا، لكثرة القيل والقال حول ملف بنك عودة، لذا فقد توجّب على النهضة أن تُملِّك الرأي العام حقيقة هذا الحساب، فشرحت الأمر شرحًا وافيًا، إلا أنها حصدت مزيدًا من الخيبات، حيث تلقت مجموعة النهضة ضربات مُوجعة من مجموعة التغيير، التي صارت تتقدم بثبات في انتخابات الاتحاد العام، ومع كل يوم يمر يدرك مناصرو النهضة أن الحلم صار بعيد المنال، وذلك لاعتمادهم على أوراق خاسرة في معركة انتخابات الاتحاد العام وكان ذلك بمثابة تكسير للعظام، ولأن المصائب لا تأتي فُرادى فقد توالت الضربات على مجموعة النهضة، بعد قبول طعون مجموعة التغيير في بعض مرشحي مجموعة النهضة، في حين تم رفض طعن مجموعة النهضة ضد مأمون بشارة.
كما اختلف رأي المتابعين لانتخابات الاتحاد العام حول تصرف كمال شدّاد حيال المشهد الحالي، بعدما اتضح جليًا بأن الغلبة ستكون من نصيب مجموعة التغيير، كما أن البعض تنبأ بانسحاب البروف كمال شداد حتى لا يشهد سقوطه المنتظر في الانتخابات، لكن آخرون كان لهم رأي مختلف نظرًا لاتسام شخصية البروف بالعناد، لذا فإنهم يرون أنه سيتمسك بالاستمرار حتي النهاية، كما أن البروف يأمل في أن تُبعِد لجنة الأخلاقيات عددًا من منافسيه من مجموعة التغيير.