وسط الرياح

الفساد والتطبيل!

أبو بكر الطيب

حينما يموت الحياء! في عالم مليء بالمفارقات، نجد من يدّافعون عن النزاهة وحسن السيرة متناسين أن تاريخهم لم يكن يومًا نظيفًا، بل كان حافلًا بالفساد والملاحقات القانونية، بل حتى السجون كانت شاهدًا على جرائم هؤلاء الذين تصدّروا المشهد اليوم، يحاولون أن يرسموا لأنفسهم صورة زائفة، وكأنهم رموز للشرعية والنزاهة، بينما أرشيفهم الأسود يفضح حقيقتهم التي لن يستطيعوا طمسها مهما اجتهدوا.

لكن المدهش في الأمر ليس مجرد محاولاتهم لتبييض صورتهم، بل في أولئك الذين يهرولون للدفاع عن النزاهة متناسين التاريخ المثقل بالقضايا والاتهامات. هؤلاء المدافعون يحاولون ، تبرير ما لا يُبرر، بل ويتهمون غيرهم بالفساد دون أي دليل سوى إعلام بدون دليل.

كيف يجرؤ هؤلاء على تضليل الناس وهم يعلمون قبل غيرهم أن من يدافعون عنه غارق حتى أذنيه في الفساد؟ كيف يسمحون لأنفسهم بالحديث عن النزاهة وهم يطبلون لمن كان يومًا عارًا على مجلس المريخ الذي ترأسه والمنصب الذي تقلده؟ بل كيف يهاجمون الآخرين بتهم لا دليل عليها، بينما صاحبهم يقف في قفص الاتهام بشهادات دامغة لا تقبل التشكيك؟

إنه النفاق في أقبح صوره، حيث يصبح الدفاع عن الفاسد بطولة، بينما يصبح الاتهام جريمة في نظرهم. لكن، ماذا نتوقع ممن باعوا ضمائرهم في سوق المصالح الضيقة؟ ماذا ننتظر من الذين لا يخجلون من تزوير الحقائق لخدمة مصالحهم؟

كان الأجدر بهؤلاء أن يصمتوا، أو على الأقل يتحلوا بشيء من الحياء، لأن الدفاع عن شخص لا يقل فسادًا عن من يهاجمونه، هو سقوط أخلاقي مدوٍّ. لكن يبدو أن الحياء قد مات فعلًا، ولم يبقَ سوى المتاجرة بالمواقف، والتطبيل لمن يدفع أكثر، ولو على حساب الحقيقة.

وأهلك العرب قالوا:

اللي استحوا ماتوا

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..