صندوق قفل.. الخرطوم حرة!
محمد الطيب كبّور
بحمد الله، تتالت البشريات في العشر الأواخر من الشهر الكريم بالنصر الكبير للشعب السوداني، الذي صبر على أعظم امتحان وأكبر ابتلاء لعامين كاملين، وانتصرت إرادة الأحرار في وطن لا يعرف الانكسار، مهما تكالبت عليه قوى الأشرار. “صندوق قفل”، عبارة الجيش التي تؤكد حسم الأمر تمامًا، وقد كان الدخول من جنوب الخرطوم، جبل أولياء، مرورًا بمعسكر طيبة والشقيلاب والكلاكلة، عنوانًا لتأكيد نهاية التمرد في الخرطوم.
جيشنا نار وشرار، دحر الأوباش بعزيمة أبنائه الأخيار، دافعوا عن الوطن بقوة وإصرار، لم يعرفوا الانحناء لأنهم مؤمنون بأن العدل اسمه أيضًا الجبار، وأنه لا ينصر الظلم، وأنه وليّ المستضعفين. وشعبنا الأعزل لم يتوقف عن الدعاء على القتلة مرتكبي كل الموبقات، الذين لم يراعوا حرمة المساجد ولا الشهر الكريم، ولم يفرقوا بين الرجال والنساء، وحتى الأطفال مارسوا في حقهم أبشع أنواع الوحشية. وانطوت الصفحة، استجاب فيها الكريم لدعاء المظلوم، وبحمد الله الآن اعتلت التكبيرات كل الشوارع فرحًا وشكرًا وحمدًا لله على هذا النصر الكبير.
الحمد لله، تحقق الوعد، وأصبح العيد بدون جنجويد، وامتلأت الأرض وعدًا وتمنيًا في 26 رمضان، ومع تباشير ليلة 27 رمضان انتهت قصة الدعم السريع للأبد بإذن الله، وانتصرت كرامة الإنسان السوداني، الذي آمن بعدالة السماء واصطف إلى جانب جيشه، رافعًا شعار “شعب واحد.. جيش واحد”، وقلب موازين المعركة بإرسال أقوى رسالة زلزلت الأرض من تحت أقدام الميليشيا، التي ظنت أنها ستكسر عزة الشعب السوداني بقوة السلاح، لكنها تفاجأت بقوة إرادة إنسان السودان، الذي يقابل الموت بصدر عارٍ ليحافظ على كرامته، وبحمد الله انتهت الحكاية.
أكثر وضوحًا
نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهداء، الذين هم أكرم منا جميعًا، قدموا أرواحهم فداءً للوطن ولحرائره، ونسأل الله أن يتقبلهم في عالي الجنان.
فكّ الله أسر المأسورين، لتكون عودتهم لذويهم وأحبابهم مزيدًا من الفرح، في أيام كلها فرح للشعب السوداني، الذي يسجد الآن حمدًا وشكرًا لله سبحانه وتعالى.
كما نسأل الله الشفاء العاجل للمصابين، وأن يثيبهم خير الثواب على ما أصابهم، وعلى صبرهم على الآلام والأوجاع.
الآن حصحص الحق، وأولئك الذين باعوا دينهم بدنياهم، وباعوا الأهل والأصحاب والجيران بثمن بخس إرضاءً لهوى النفس، أين المفر بعد أن كشف الله الغمّة؟
مجرد سؤال
أين كانت عقولكم وأنتم تناصرون الميليشيا؟؟