وسط الرياح

الرقص على أنقاض الكرة السودانية!

أبو بكر الطيب

يبدو أن الاتحاد العام السوداني لكرة القدم لا يزال مصرًّا على تقديم دروس مجانية في كيفية قتل الأحلام، وإهدار الفرص، وتكريس الفشل كمنهج إداري ثابت لا يتغير. فبعد تعادل منتخبنا الوطني أمام جنوب السودان، لم يكن علينا أن نبحث كثيرًا عن أسباب الإخفاق، فالاتحاد ذاته تكفل بتقديمها على طبق من سوء الإدارة وسوء التخطيط وسوء التقدير!

منتخب يريد التمثيل في أعظم بطولة كروية في العالم لكنه يدخل المباراة بحارس واحد، وكأنما لم يكن هناك وقت أو فرصة لتجهيز بديل قادر على حماية الشباك. هل كنتم تنتظرون حدوث المعجزة؟ أم أنكم كنتم تراهنون على الحظ الأعمى ليستر سوء إدارتكم؟ لكن هيهات، فالحظ قد ضاق ذرعًا بكم كما ضاق الشعب السوداني بكم!

لا يمكن لأي منتخب يحترم نفسه، ناهيك عن منتخب يسعى للوصول إلى المونديال، أن يعتمد على حارس مرمى واحد، ثم حين تدعو الحاجة، يدفع بحارس منتهي الصلاحية منذ عشرين سنة! أي استهتار هذا؟ أي استخفاف بأحلام الملايين؟
إن ما حدث اليوم ليس تعادل مخيب، إنما هو خيانة بحق كرة القدم السودانية، واغتيال جديد لأمل الشعب المغلوب على أمره، ذلك الشعب المغلوب على أمره الذي ظل رغم كل شيء يحلم، ويتمنى، وينتظر، ليفاجأ كل مرة بأن اتحاده يقوده من فشل إلى فشل من الذين لا يعرفون شيئًا عن الإدارة إلا الفساد والمحسوبية والمصالح الشخصية.

وحتى لا يقول أحد إننا نقسو عليهم بلا مبرر، فلنطرح سؤالًا بسيطًا: من المسؤول عن هذه الفوضى؟ من سمح بأن يكون المنتخب بلا حارس مرمى بديل؟ من ترك منتخبًا يسعى لبلوغ المونديال بلا أي رؤية أو خطة واضحة؟ الإجابة واحدة: اتحاد الفشل، اتحاد الفوضى، اتحاد قتل الأحلام!

لقد سئمنا من “الرقص مع الاتحاد العام”، ومن تتبع إخفاقاته المتكررة، لكن أرجو هذه المرة أن لا يمر الأمر دون محاسبة، دون مساءلة، دون أن نقولها بكل وضوح: أنتم العائق الأكبر أمام تطور الكرة السودانية، وعليكم أن ترحلوا غير مأسوف عليكم.

وأهلك العرب قالوا:

لن نسلم من إخفاقات الاتحاد السوداني وإنتقاصاته في كل مرة حين نحلم بأن يولد لدينا حلم جديد فيقاتله قبل أن يولد.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..