النّجم الثّاقب

وغدًا نعود

د. طارق عوض سعد

حتمًا نعود
للقرية الغنَّاء
للكوخ الموشَّح بالورود..

نعود كالمشائش القراح تستجدي بهو الرمل أن دَعْنِي، كالخيلاء العَصْماء أَهُشُّ خريرًا على بيداء
عسجدك الذهب..

نعود حَتْفَ أنف العربان المجعَّدة والوجوه المكفهرَّة..
نعود وثاقًا من حديد على كل المنافذ التي من ثغرها أتى جحفل الجرذان الطريدة..

نعود
لنقرأ مساجلة قاهرة المعز،
وحقوق مطبعة استيفانوس البيروتي الأشقر..

ينتظرنا إرث كبير البشوات عبد الله خليل بك..
بابتسامته وهو يسترهف نشيد العلم في بادئة يومه السعيد..

يشوقنا ترفًا نخاوة وجسارة أبو كدوك حين استعطف النميري ليتركه يرفع تمامه بعاصمة العربان، ولا بأس من مناوحة كانون وأبوجا واللحاءات السمراء قبالة الأطلسي..

نال منا البعاد
وتنهدت حتى الأرصفة
وأتعبت عيوننا أضواء المصابيح البعيدة
تاه وانطفأ..

ليتني، وأنا في ظل استقراء حلم العودة، ليتني ألتقيك هنا أم درمان.

الشيخ الوقور صديق أحمد حمدون وصوته العذب
ثم تعريشة التفسير المهيب للعلامة البروف عبد الله الطيب..
وأنا والأشواق، بقينا أكثر من قرائب، لمعلم الأجيال أبي وبعضي وكلي محمد ميرغني..

شاقني إرث عباقرة الكلم المقفى: “المجذوب، وود المكي، وعبد الحي، وعلي المك، ومصطفى سند وبحره القديم”.

اشتقت للمريخ والهلال والموردة المأزومة، مثلث الصراع والطرفة والأخوَّة الصادقة..

لو لحظة من وسن
وما أدراك ما الفيتوري..
حين تبدو بعيداً كالمُنى
وحين ندق الصخر
حتى يخرج الصخر لنا
زرعاً وخضرة..

سنعود
ونعيدها سيرتها الأولى
الخرطوم
واسطة العقد النضيد وكحسناء الحي
كل يشتهي وصلها
لا السامبا ولا الرامبا تساويها
ولا السوينغو يدانيها

دعجاء
ورفاء
ردفاء
كالأسيل في زُبى الربع الأخير
كالحلوى تتأنَّق زهواً لدى طفل غرير يخشى ذوبانها
من فمه النضر..

حَ نبنيهو
البنحلم بيهو
وطن عاتي
وطن خير ديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..