شخصية المريخ ..وعملية التغيير والتطوير

شخصية المريخ ..وعملية التغيير والتطوير
الصفوة – م. ياسر العمدة
عندما نتحدث عن تغيير او تطوير هنالك ثلاثة امور يجب ان تكون واضحة جدا في ذهننا و تفكيرنا و هي:
1- حالنا الان ( ما نحن عليه ) الذي يجب ان نوصفه بشكل واضح و محدد و دون أيّ نوع من أنواع التلطيف أو التجمل.
2- بانتهاء عملية التطوير أو التغيير اين نريد ان نكون و لماذا ؟ اي ما هي اهدافنا من عملية التطوير او التغيير و لماذا هي اهدافنا و نريدها. كل هذا يجب ان يوصف و يحدد بدقة.
3- كيف لنا ان ننتقل من ما نحن عليه الام ( 1- حالنا الان ) الي ما نريد ان نصبح عليه ( 2- تحقيق الاهداف )؟! و ما هي وسائلنا و منهجنا و مواردنا التي تمكنا من ذلك و ما هي النواقص و كيفية تكملتها و كذلك ما هي فرص نجاحنا وكيفية إستغلالها و ما هي مهددات و مخاطر ذلك النجاح و كيفية تفاديها و ما هي نقاط قوتنا لتعزيزها في تحقيق غايتنا و ما هي نقاط ضعفنا لتلافيها و معالجتها.
ثم من بعد تحديد كل هذا ( 1) و ( 2) و (3) يجب ان نخطط للتنفيذ علي مراحل واضحة تكون هنالك ادوات قياس لكل مرحلة لها تغذية عكسية لمعالجة الانحرافات و القصور قبل الانتقال للمرحلة التالية.
فعندما نتحدث عن شخصية الفريق او لنقل منهجية/ نهج الفريق ( أو اسلوبه إن جاز التعبير) تنهمر الأسئلة بكثافة تحتاج لجهد لتصنيفها و تبويبها حتى نتمكن من وضعها في الاطار اعلاه الموصوف في النقاط الثلاثة اعلاه مع الوضع في الاعتبار مراحل التنفيذ اسئلة يجب ان تبدأ باسئلة تحليل كل تاريخ نادي المريخ من اجل الوصول رؤية واضحة عن حالنا في كل المكونات ادارة و طرائق عملها – اجهزة فنية و اجهزة مساعدة و كيف كان يتم اختيارها و هل هنالك نهج متبع لهذا الاختيار – فريق الكرة و ما هي المناهج و الاساليب التي اتبعها في كل تاريخ و ما هو انجح اسلوب حقق المريخ من خلاله نتائج ملموسة و ظاهرة و كان يحتوي علي بذور التطوير – نوعية اللاعبين الابرز علي مدى التاريخ و كيف كان يتم اختيارهم للفريق و من اين اتوا هل من اندية اخرى ام من مراحل النادي السنية – جمهور النادي و ماذا يفضل و كيف يريد ان يرى النادي يلعب- العضوية و الجمعيات العمومية و دورها و القصور فيها – الاعلام و العلاقات العامة – المراحل السنية و نجاحها و سلبياتها – و غيرها من المكونات.
تحليل هذا التاريخ يقودنا الي امرين مهمين هما:
1- ما هو حالنا الان و لماذا نحن هكذا
2- نستطيع ان نستشف منه الأسلوب / النهج الذي نريد أن تكون عليه شخصية النادي مع الفوائد الأخرى
فشخصية النادي هي ثقافة يتبناها الجميع جمهور و عضوية و جمعيات عمومية تاخذها كمرجعية لمحاسبة مجالس الادارة و كذلك تتبناها الادارات و تعمل من خلالها الي تطوير النادي و فريق الكرة و الحفاظ علي مكتسباته و علي ضوئها يتم اختيار الاجهزة الفنية و اللاعبين ان كان في المراحل السنية او الفريق الأول. فقصة اختيار مدرب وفقا لسيرته الذاتية فقط او لاعب لهاراته فقط لن نستطيع خلق شخصية محددة للفريق بذلك
الأصح أن تحدد الشخصية ثم نبحث عن المدرب و اللاعب الذي يؤمن بهكذا فلسفة في لعب كرة القدم و يمارس كرة القدم من خلالها.. ليكون هنالك تجانس بين اللاعبين انفسهم ثم تجانس بينهم و بين جهازهم الفني ثم تجانس كل هولاء مع الادارة و الجمهور ( اعضاء زائد عضوية ) والإعلام و كافة القطاعات و المكونات.
فالطرق الحالية المتبعة الان تجعل هنالك تنافر و عدم تجانس ذهني للنظر لكرة القدم عند اللاعبين و طريقة ممارستها (وهذا ظاهر في أداء اللّاعبين) وكذلك هذا التنافر وعدم التجانس موجود بين الأجهزة الفنية و اللّاعبين وبين الأجهزة الفنية و الادارة (دائرة كرة – قطاع رياضي – مجلس إدارة – لجان التسجيل و قطاع التسويق و التعاقدات) وهذا ايضا واضح للعيان فكل يغني علي و لما يؤمن به و هنالك تجارب يجب ان يتم تحليلها بشكل علمي ان كانت جارب مدربين او لاعبين و ان كانت تجارب ناجحة او فاشلة و هي كثيرة..
فلا يمكن أن نبحث عن شخصية غير محددة مسبقًا ومتفق عليها، فنحن الآن نعمل على شخصيات عديدة متنافرة، موجودة في أذهان كل من يعمل، أو أذهان كل من ينتقد، أو أذهان كل من ينتظر نتائج الجهود. هذا الوضع خلق تنافرًا كبيرًا في بيئة المريخ حول ماهية الشخصية التي نريد أن يكون عليها نادي المريخ، حتى بين اللاعبين أو داخل الأجهزة الفنية أو الإدارة، حيث نجد هذا التباين. وكذلك، تتردد عبارة إرث المريخ أو تاريخ المريخ، لكن السؤال: هل النظر إلى هذا الإرث أو هذا التاريخ موحد عند الجميع؟ (أو دعنا نقول عند الأغلبية، أو عند مجلس الإدارة الواحد، أو حتى في جميع المواقف)، أم أن هناك تحولات في هذه النظرة حسب المواقف؟ فشخصية فريق الكرة، قبل كل شيء، هي ثقافة، بل هي هوية يتم الإيمان بها والعمل بها.
ختامًا، لا بد من تأكيد أنَّ شخصية فريق الكرة ترتكز على هوية النادي والثقافة السائدة في البيئة.