وسط الرياح

النصر لنا!

أبو بكر الطيب

“ولرُبَّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعًا، وعند الله منها المخرج، ضاقت، ولما استحكمت حلقاتها فُرِجت، وكنت أظنها لا تُفرَج.” هذه الكلمات تجسد واقعنا اليوم، فبعد أن كادت الأرض والسماء تضيق بنا، وبعد أن ظنَّ المتمردون الأوباش أنهم لا يُقهَرون، جاءت معركة الكرامة لتزلزل أركانهم وتكشف زيف قوتهم.

لقد ظنوا أنهم بلغوا مبلغًا لا رادع له، وأنهم لن يُهزَموا أبدًا. لكن هيهات! فالله يُمهل ولا يُهمِل، وقد جاءت ساعة الحق لتزلزل عروش الظالمين وتنتصر لأصحاب الحق. ها هي بشائر النصر تتوالى، وها هو الجيش السوداني الباسل يدكُّ أوكار الخونة المارقين الأوباش، ليعيد للوطن كرامته المسلوبة، ويؤكد أن السودان لن يُكسَر ولن يُهزَم ما دام أبناؤه متمسكين بالدفاع عنه وعن حياضه، ومدافعين عن أرضه وترابه.

لقد أثبتت معركة الكرامة أن الإيمان بالقضية، والتضحية من أجلها، هما السبيل للنصر المؤزر. فلا انتصار دون ثمن، ولا حرية دون بذل وعطاء. رجال قواتنا المسلحة أيقنوا أن النصر يُنتَزَع ولا يُوهَب، وأن الأوطان لا تُحمَى بالشعارات، بل بالدماء والعرق والتضحيات الجسام. لذلك تراهم اليوم يمضون بثبات وعزيمة، يسطرون ملاحم العزة والشرف، ويردّون كيد المعتدين إلى نحورهم.

إن المتمردين وأعوانهم من القحاطة الأنجاس، الذين باعوا ضمائرهم لشيطان العرب، ظنوا أن الخراب والدمار سيمنحهم سلطةً زائفة، لكنهم لم يدركوا أن السودان عصيٌّ على الانكسار، وأن جيشه من معدن الرجال الذين لا تهزهم الأنواء. كل طلقة يطلقها جنودنا، كل شبر يُستعاد، كل راية تُرفع من جديد، هو درس قاسٍ للمعتدين، ورسالة بأن الحق لا يُهزَم مهما اشتدت الخطوب.

قال الله تعالى: “ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون.” وها هو العدل الإلهي يتجلى في أرض السودان، ليعلم الظالمون أنهم مهما طغوا وتجبروا، فإن الله لهم بالمرصاد. لم تعد هناك مساحات للخذلان، ولا موطئ قدم للخيانة، فالأرض الطاهرة لا تقبل المُدَنَّسِينَ، وراية السودان لن تحملها إلا الأيادي الوفية المخلصة.

لقد جاءت هذه اللحظة الحاسمة لتضع حدًا لعبث المتمردين، الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وسعوا لتدمير الوطن. لكن هيهات! فالسودان أقوى، وجيشه الباسل لن يتراجع حتى يكتمل النصر، وحتى يعود كل شبر تحت سيطرة الدولة، وحتى يتحقق القصاص العادل لكل من خان وخرَّب وأفسد وتعاون.

إن المعركة لم تنتهِ بعد، لكنها حُسمَت معنويًا، فالحق منتصر لا محالة، والسودان ماضٍ نحو المجد مهما كانت التحديات.

واهلك قالوا العرب:-

“إن أعجبك مالك شوف ضل الضحى، وإن أعجبك رجالك شوف أهل المقابر”، وها هم رجال قواتنا المسلحة يسطرون أعظم الملاحم، ويقدمون أرواحهم فداءً للوطن، ليحيا السودان عزيزًا شامخًا لا تنحني راياته أبدًا.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..