بابكر سلك
الليلة داير أتكلم بقومية واسعة، نبعد بيها شوية عن الانتماء الضيق
ما كعب
بل جميل جدًا أن يكون في وطنك كوادر ومكنات تستطيع أن تُسهم في تطوّر البلد من خلال تخصصاتها
وفي الحالة دي أكيد ما بهمك في الكادر أي ديانة يعتنق
ولا من أي قبيلة ينحدر
ولا من أي جهة أتى
فعقيدتنا في مثل هيك حالات هي: السودان
كل البهمنا هو أنه كادر قومي وطني مؤهل، يدعونا للفخر والاعتزاز
هذه المقدمة اعتبرها مدخلًا لموضوع اليوم
أتحدث عن كادر
كادر شنو؟
مكنة عديل كده
كفاءة اسمها: كرار أبو علي كرار
شهادتي فيه مجروحة
لأنه توأم الروح
أخي الذي لم تلده أمي
ولكن أحبته “الحبيبة” لأنها بتحب
كرار أبو علي كرار،
والده من فطاحلة اللغة العربية،
أستاذ معلّم للغة، جاب بها جميع أنحاء السودان، ينثرها أدبًا وبلاغة وشعرًا،
وجده لأمه عمك حاج حسين قسم السيد،
شيخ وشهبندر تجار أم درمان، ومن أعيان العرضة،
ديل القوسين النشأ بينهما كرار،
فكان كلمة معبّرة بين القوسين، واضحة المعاني.
خريج جامعي،
بل أول دفعة إدارة الأعمال،
أمدرماني نشأة وأدبًا وسلوكًا،
ترعرع في نادي الهلال، تحت والده الذي كان علمًا هلاليًا يُشار إليه بالبنان،
فعشق الهلال ككيان،
بدأت علاقته بالنادي من مرحلة “الشافع البشقوا ليهو شعرو ويزرروا ليهو الزرارة الفوق”،
مرورًا بمرحلة “الشفع البجيبوا الكورة من ورا الشبكة”،
ثم أشبال الهلال،
ثم الهلال الكبير،
وكان قد حجز مقعده منذ فترته بالأشبال.
امتاز بالفكر الكروي الكبير،
اهتم بالكرة كثيرًا،
حتى أذكر أنه ذهب لوزارة الشباب والرياضة في زمن الوزير علي شمو، ليستخرج ترخيص (دِش) يتابع من خلاله الكرة العالمية،
في الوقت داك، كان لو لقيت طبق الدش على سقف منزل،
دون شك، ما تفهم إلا إنو دا مكتب أمن.
سعى لمتابعة الكرة العالمية، والناس الزمن داك ما بتعرف عنها سوى زيرو ون والكرة الألمانية يوم الجمعة في برنامج الأستاذ مأمون الطاهر.
ثم اعتزل الكرة وهو لا زال قادرًا على العطاء،
ولكنها الإصابة.
صقل أبو علي موهبته وخبرته بكورس تدريب متقدّم،
تفوق فيه،
كيف لا، وهو تخرّج في الجامعة أول دفعته،
وواصل في درب متابعة الكرة وتحليلها.
وبرغم كل ذلك، أبعد نفسه عن الوسط الرياضي،
لقناعة الرجل بأن الرياضة تُدار بالخيار والفقوس عن طريق أناس لا علاقة لهم بذلك الكار،
كنت أراوده دومًا ليقدّم عصارة جهده وفكره وخبرته من خلال العمل بالأجهزة الفنية،
وفي حالة العدم، يقدّم كل ذلك من خلال التحليل بالقنوات،
وكان رفضه حاضرًا،
لأنهم يريدون مَلَقًا ونفاقًا، وهو لا يعرف غير الوضوح والصراحة،
فزمن الغتغتة والدسديس عند كرار لم يبدأ أساسًا.
المهم
استضافت قناة العنوان 24 الكابتن كرار ليحلل مباراة الهلال والأهلي،
سألوه السؤال الأول،
لم يُجب،
ولكنه التمس السماح له قبل الإجابة بالحديث عن الطريقة التي دخل بها لاعبو الهلال الملعب،
وكيف أنها طريقة لكسب الثقة والريلاكسيشن،
وكيف أنها ساعدت كثيرًا في ثبات الهلال أثناء المباراة،
بل اكتسب الهلال ثقة وتحسّن أداؤه بعد ولوج الهدف مرماه،
لم ينهار،
وده بفضل الثقة التي عمل مدرب الهلال على زرعها في نفوس اللاعبين بعدة طرق، أولها الطريقة التي نزلوا بها لأرضية الملعب.
شغل علمي
وخبرة تنم عن خبير عميق الفهم في كاره.
ثم قام بتحليل المباراة،
تحليلًا أدهش الدهشة ذاتها،
أجبر الجميع على المتابعة في صمت جميل.
أيها الناس
كلامي ده كووولو
ما عشان كرار أخوي،
لكن عشان كرار مكنة،
لم يستفد منها الوطن،
شأنه شأن مواردنا الطبيعية التي لم نصنع منها نهضة، ولم تصنع لنا وطنًا كما نحلم به.
أتمنى أن تعمل الدولة على تأهيل المكنات أمثال أبو علي في شتى المجالات،
حتى يجلس رجل الوطن المناسب على كرسي الوطن المناسب،
كفاية مجاملات ولعبة كراسي
عفوًا صديقي كرار إن كنت قد عجزت عن الحديث عنك
أيها الناس
“إن تنصروا الله ينصركم”
أها،
نجي لي شمّارات والي الخرتوم،
كان شُفت يا والينا،
اليابان ما عندها موارد طبيعية واحد في المية من العندنا،
ورغم ذلك هي دولة عُظمى يا والينا،
ونحن دولة ساااي.. الله يعينا.
وده إن دلّ على شيء يا والينا،
إنما يدل على أن تأهيل الموارد البشرية هو المهم لينا.
سلك كهربا
ننساك كيف، والكلب قال:
“أهل بشر يزرع ليك شجر صندل على الحجر،
تهمل بشر، تموت على ضفاف النيل أشجار النخل.”
وإلى لقاء