القوات المسلحة
د. طارق عوض سعد
سقوط طائرة لا ينبغي أن يكون مدعاة للإحباط واليأس الذي انتاب أوساط المشفقين، الحرب ليست نزهة، ليست معركة، ليست رقعة شطرنج لإشباع أهواء الملوك والسلاطين…
الحرب سجال، كرّ وفرّ، دم ودموع وأسى وفرح…
اختصار كل هذه المشاعر في سقوط طائرة، بغض النظر عن أسباب سقوطها، يُعدّ في مصافّ التخذيل غير المحمود في حق قواتٍ ما انفكّ حبل الجسارة فيها موصولًا…
عامان خلا من البطولة والصمود العذب، والشهيد تلو الشهيد، ومن العار اختزال كل هذه التصاوير المجيدة في حدث عابر ومتوقّع بمعايير الحرب الضروس التي تخوضها قواتنا المسلحة.
كنا وين وبقينا وين، قد بلغنا شأوًا بعيدًا في تحقيق الذات بانتصاراتنا المتوالية،
عاد حتف أنفهم عربان الشتات إلى صحاريهم اليباب، طرقنا المجد بأظافرنا، حفرنا قبورنا بأيدينا، وكتبنا على شاهد العصر: فداءً لك العمر…
هلمّوا خفافًا وثقالًا…
مضى القاسي الأليم، وأصبحنا على شفا نصف ابتسام من تحرير كامل أراضينا من دنس دويلة الشر الغريرة،
ارفعوا الأكف بالدعوات للحق عزّ وجلّ أن انصر قواتنا المسلحة، وترحّموا على الشهداء، إنهم الآن عند مليك مقتدر، أحوج لدعواتنا…
ذهبت “الأنطينوف”، وفي السرب لا يزال ألف طائر من فصيل “الأنطينوف”.
أغنياء نحن بعزّتنا، ونخوتنا، وجليل صبرنا على الملمّات والمحن…
الطريق طويل، والزاد غير قليل…
أمة تحارب إلى جوار قواتها المسلحة لن تُهزم،
ولن يشيب ثوب الوطنية، طالما مَهيراتنا هدْهَدْن فينا جذوة الوطنية ببذلهن الذهب النفيس دعمًا لجيشنا البطل…
المجد والغفران والجِنان لشهدائنا الأبطال،
وعاجل الشفاء للجرحى، وأوبة ناضحة بالفرح للمفقودين…
عاشت قواتنا المسلحة.