وسط الرياح

مطرقة البدائل وسندان التحديات: هل من مخرج؟

أبو بكر الطيب

يواجه نادي المريخ في الآونة الأخيرة سلسلة من التحديات التي أثارت قلق جماهيره، فالهزائم المتتالية والأداء المتذبذب يطرحان تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا التراجع، ويضعان الفريق في دائرة الضوء، حيث تتصارع الآراء بين تحميل البدلاء المسؤولية، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الجهاز الفني، وبين الدعوة إلى الصبر والتريّث.

معضلة البدائل
لا شكّ أن غياب اللاعبين الأساسيين يؤثر على أي فريق، ولكن هل يمكن اعتبار البدلاء مجرد “كبش فداء”؟ أم أن هناك قصورًا في إعدادهم وتأهيلهم؟
يجب على الجهاز الفني تقييم أداء البدلاء بشكل موضوعي، وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، ووضع خطط لتطويرهم، ويجب أن يُوضَع في عين الاعتبار أن الفريق الذي يريد أن يحقق انتصارات وبطولات لا بد أن يكون لديه دكة بدلاء على مستوى عالٍ من الكفاءة.

مسؤولية الجهاز الفني
لا يمكن إغفالها، فدور المدرب في توجيه الفريق وإدارة المباريات يُعتبر من أبجديات مسؤولياته، فهل فشل الجهاز الفني في قراءة المباريات بشكل صحيح؟ وهل كانت التغييرات التي أجراها فعّالة أم غير فعّالة؟
هل يمكن أن نقول إن المدرب قام بمعالجة الأخطاء التي ظهرت، وأن الحظ لم يُحالفهم؟
هل قام المدرب بتجهيز اللاعبين من الناحية النفسية التي تُهيّئهم لخوض المباريات واكتساب الثقة؟

من المعلوم أن كرة القدم لا تخلو من التقلبات، والفريق الذي يمر بفترة تراجع ليس بالضرورة أن يستسلم لليأس.
ولكن، ما الذي يجعل الجماهير تتحلّى بالصبر، وتدعم الفريق في هذه المرحلة الصعبة، مع توجيه النقد البنّاء الذي يساهم في تحسين الأداء؟

هل أعلنت إدارة الفريق أن الفريق في طور الإعداد والتجهيز، وعلى السادة الجماهير التحلّي بالصبر وتقبّل الهزائم؟
هل الخيارات التي يقوم بها المدرب هي السبب في تلك الهزائم؟

تحديات قابلة للحل
يواجه المريخ تحديات كبيرة، ولكنها ليست مستعصية على الحل. فبالعمل الجاد والتخطيط السليم، يمكن للفريق أن يتجاوز هذه المرحلة، وأن يعود إلى تحقيق الانتصارات التي تليق بتاريخه.
ولكن نخشى أن لا يكون هذا التراجع مؤقتًا، بل يكون نتيجة لقرارات فنية متخبطة، وبدلاء غير مؤهلين، في وقت تكتفي فيه الإدارة بالصمت والتبرير، وقد سئمت الجماهير وملت من التطمينات الفارغة، والهزائم تتوالى، والأداء يزداد سوءًا، والنتيجة هي مزيد من نزيف النقاط، ومزيد من ضياع هيبة الفريق وتاريخه.

أزمة رؤية أم أزمة بدلاء؟
إن المشكلة لم تعد في غياب اللاعبين الأساسيين أو سوء الطالع، ولكنها تكمن في غياب الرؤية، وسوء التخطيط، والتعاطي السطحي مع الأزمات.
وإذا لم تتحرك الإدارة وتتحمل مسؤوليتها كاملة، وتحاسب الجهاز الفني، وتُعيد تقييم كل صغيرة وكبيرة في الفريق، فالقادم أسوأ.

وأهلك العرب قالوا:
إن المريخ يحتاج إلى ثورة تصحيح حقيقية، لأن الفريق الذي يرضى بالهزائم لم يعرف طعم البطولات.
فهل من يقظة قبل فوات الأوان؟
والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..