وسط الرياح

الشرعية لا تُنال بالشعارات.. !! وإنما تُثبت بالأفعال

أبو بكر الطيب

من المؤسف أن يتكرر مشهد ادعاء “الشرعية” بنفس الوتيرة ونفس النبرة لأعوام، دون أن نشهد خطوة عملية واحدة نحو تحقيقها. وكل يوم نُفاجأ بمقالات تطل علينا من هنا وهناك، تُسوّق ذات الرواية المتآكلة عن مجلس شرعي، ورئيس شرعي، وخطط على وشك التنفيذ… ولكن على أرض الواقع، لا شيء يتحرك، ولا جديد يُذكر سوى مزيد من التصريحات الإنشائية.

منذ أكثر من عام وأنتم تُعلنون عن “الشرعية” وعن “قرب وقت الحسم”، وعن خطوات “حازمة” ستقومون بها “قريبًا”، حتى تحوّلت تلك الوعود إلى ما يشبه النكتة المتداولة التي ملّ الناس سماعها لكثرة تكرارها. وبدلًا من أن تُثبتوا شرعيتكم بالفعل، اخترتم البقاء في دوامة الكلام والردود الصحفية، بينما ظلّت الساحة خالية من أي تحرك قانوني فعلي أو إنجاز إداري ملموس، سوى داخل صحيفتكم.

أما صحيفة الصفوة، فما قامت به لا يُعد خروجًا عن المألوف، وهي ملتزمة بقاعدة “الخبر مقدس، والرأي حر”، بل هو أمر طبيعي جدًا لمؤسسة إعلامية تقوم بدورها في نقل الأخبار والتعليق على الأحداث، خاصةً حين تأتي الأخبار عن جهة تعوّدت – وعودت المتابعين – أنها متعودة دائمًا على طلبات أوامر القبض، فهو ديدنها الذي عُرفت به في الوسط الرياضي، فلا يوجد ما يزعجكم ويُقلق مضاجعكم وتثور به ثائرتكم، التي لم تثُر من قبل، فأوامر القبض ليست جديدة عليكم، بل متكررة ومعتادة، وأصبحت أخباركم مألوفة لا تثير دهشة ولا تحظى بثقة.

أنتم من قدّمتم أنفسكم للرأي العام بهذه الصورة، فكيف تُطالبون الناس بتصديق شرعية لم تبرحوها إلا عبر مقالاتكم؟! بل وتُلوّحون وتتحدثون عن جبهة الدعم والإسناد، وكأن الشرعية تُستمد من خلالها لا من صلابة الموقف القانوني.

إلى متى ستظلون تقفون أمام مرآة أنفسكم، تُقنعونها بأنكم على حق، بينما الشارع الرياضي تجاوز هذا الطرح وبدأ يبحث عمّن يصنع الفارق فعليًا لا صوتيًا؟! الشرعية ليست كلمات تُردد، بل هي التزام بالقانون، وفعل في الميدان، ونتائج على الأرض.

وتذكّر دائمًا: إن من تعوّد مخالفة القانون لا يُهدد به غيره، لأنه لا يخشاه، لكنه في النهاية سيسقط عند أول تطبيق حقيقي له.

فالقانون لا ينسى، والناس لا تُخدع طويلًا.

واهلك العرب قالوا:

وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناسَ بالتقى
طبيبٌ يداوي الناسَ وهو سقيمُ

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..