وسط الرياح

ازدواجية المعايير في القيادات الرياضية السودانية: شغف بالعالمية وعجز محلي

أبوبكر الطيب

تشهد الرياضة السودانية، في السنوات الأخيرة، مفارقة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها بعمق. تتمثل هذه المفارقة في الانفصام الظاهر بين ما تبديه العديد من القيادات الرياضية، سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات، من شغف لافت واطلاع واسع على تفاصيل الرياضة العالمية، مقابل ما يظهر في ممارساتهم المحلية من ضعف إداري وتخبط فني واضح.

فهذه القيادات تتابع أدق تفاصيل البطولات الأوروبية والعالمية، وتناقش تحليلات التعاقدات، والصفقات، والتكتيكات، بل وتتخذ لنفسها موقع “الخبير العالمي”، بينما تعاني إداراتهم المحلية من أزمات تنظيمية، وتفتقر إلى الحد الأدنى من التخطيط والرؤية الإستراتيجية.

إن هذا التناقض الصارخ بين الانبهار بالممارسة الاحترافية في الخارج، والعجز عن استحضار جزء منها في الداخل، يطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة هذه الازدواجية، وحدود تأثيرها على واقع ومستقبل الرياضة السودانية.

فلابد لنا من عمل دراسة،

تنبع أهميتها من حاجتنا إلى تفكيك هذا السلوك الإداري المزدوج، وتحليله بطريقة علمية تساعد في بناء فهم أعمق لمسبباته وآثاره، وإخضاعه لدراسة:

توصيف وتحليل للتفاعل المتزايد للقيادات الرياضية السودانية مع الرياضة العالمية.

نجد أن الممارسات الإدارية والفنية المتبعة على مستوى الأندية والاتحادات محليًا،

تحتاج لوقفة متأنية لتفسير هذا الانفصام السلوكي.

ودراسة الأثر المترتب على هذه الازدواجية في تطور الرياضة السودانية وإمكاناتها التنافسية.

مع تقديم مقترحات عملية لتطوير الإدارة الرياضية المحلية، وتحقيق توازن صحي بين الاهتمام العالمي والواجبات المحلية.

ولابد من الإجابة على هذه الأسئلة الرئيسية:

1. ما طبيعة ومستوى التفاعل الذي تبديه القيادات الرياضية السودانية تجاه الرياضة العالمية؟

2. كيف تُدار الأندية والاتحادات السودانية حاليًا؟ وما أبرز أوجه القصور في هذه الإدارة؟

3. ما العوامل التي تسهم في ظهور هذا التناقض بين الحماسة العالمية والتخبط المحلي؟

4. كيف يؤثر هذا السلوك الإداري المزدوج على تطور الرياضة السودانية على الصعيدين المحلي والدولي؟

5. ما هي الإستراتيجيات المقترحة لتجاوز هذه الازدواجية وبناء منظومة رياضية متكاملة؟

وقال أهلك العرب:

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَعْ بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..