الرأي

نهضة المريخ في زمن التحولات: العقل الجماعي هو السبيل

الصفوة – م. ياسر صديق العمدة

سؤالٌ بديهي، وقد يكون في ذهن أي مريخابي، ألا وهو: من أين يبدأ المريخ نهضته الكروية، ليس على النطاق المحلي، بل على النطاق الإفريقي والعربي والعالمي؟

سؤال، رغم بديهيته، إلا أنه من التعقيد بمكان، يجعل الإجابة عليه تحتاج إلى عقلٍ جماعيٍ يفكر كوحدة واحدة ويؤمن بمخرجات ما يتوصل إليه من أفكار وبرامج.

وما يجعل هذا السؤال أكثر إلحاحًا في الطرح، وفي وجوبية الإجابة عليه، أنه ليس سؤالًا معزولًا يُنظر إليه من خلال المريخ وحده، أو من خلال رؤية تُقزّمه في مجال الرياضة أو كرة القدم؛ فالتساؤل عن النهضة والتطور أصبح رغبةً اجتماعيةً سودانيةً عند كل أفراد المجتمع، ليس فقط بحثًا عن رفاهيةٍ اقتصاديةٍ اجتماعيةٍ، بل بحثًا عن حياةٍ متكاملةٍ ينهض فيها المجتمع بكل قطاعاته.

وفي داخل هذا التساؤل عن نهضة السودان، نجد أن المهتمين بالرياضة يطرحون السؤال من منظور رياضي، عن كيفية نهضة الرياضة في السودان. وكذلك نجد محبي كرة القدم، وهم الأغلبية في الرياضة، يطرحون السؤال من منظور كروي بحت: كيف يمكن أن تتطور وتتقدم كرة القدم في السودان؟

ونحن، أهل المريخ، نجد أنفسنا ملزمين بطرح السؤال من منظور مريخي رائد في حراكٍ مجتمعي، وبهذه الصورة:

كيف يمكن أن ينهض المريخ في وجود رغباتٍ متداخلةٍ لنهضة كرة القدم، تحيطها رغباتٌ لنهضة الرياضة، تحيطها رغباتٌ لنهضة السودان؟

ونهضة السودان هي نهضةٌ تشمل كل المجالات، لكن نجد أن الجميع ينظر إليها من خلال السلام والتنمية واستغلال الموارد بشكلٍ يعود بالنفع على الجميع.

وهو نفس حال رغبات من يرغبون في نهضة المريخ؛ فالجميع يتحدث عن إصحاح بيئة المريخ، وكذلك الالتفاف حول الكيان ونبذ الصراعات، وهذا بحثٌ عن سلام.

وكذلك كيفية استغلال موارد المريخ والاستثمار، وهذا بحثٌ عن تنميةٍ للوضع المالي للمريخ. فالمريخ كيانٌ، موارده لا تُدار من خلال إدارة مالية فقط، بل هو كيانٌ يجب أن تُدار موارده من خلال إدارة اقتصادية شاملة للإدارة المالية والاستثمار، وذلك في بيئةٍ صالحةٍ، جاذبةٍ، محفزةٍ للإبداع والابتكار وللأفراد.

وهذا يتطلب ضبطًا تشريعيًا قانونيًا حاسمًا وعادلًا، لتكون المحصلة: سلام وتنمية.

ففي زمن التحولات الكبيرة في السودان، وأقصد هنا التحولات في التفكير والفكر وطرح الأسئلة الصعبة، والتي من خلال الإجابة عليها يسعى السودانيون إلى السلام والنهضة والتنمية والتقدم والتطور، ألا يجب علينا نحن، أهل المريخ، من خلال أدوارنا الواجبة علينا تجاه السودان، أن نسعى إلى طرح تساؤلاتٍ مواكبةٍ للتحولات التي يحسّها كل مريخاب في طرق التفكير في نهضة المريخ، بحثًا عن حلولٍ لمشاكل المريخ المزمنة، وبحثًا عن نهضةٍ ليس في الداخل فقط، بل إفريقيًا وعالميًا؟

أعلم أن الجميع يحس ويشعر ويساهم ويرى أننا ما عاد لنا أن نتساءل كما كنا نتساءل، وما عادت الأسئلة هي نفس الأسئلة، وإن تمت صياغتها بنفس المفردات القديمة، ولا الإجابات عليها هي نفس الإجابات التي كنا نراها مقنعةً أو نعتقد أنها حلول.

لينهض المريخ، نحتاج أن نطرح التساؤلات في كل ما يتعلق به، أسئلة عن:

  • نهضة إدارية
  • نهضة تشريعية قانونية وهيكلية
  • نهضة اقتصادية واستثمارية
  • نهضة فنية
  • نهضة إعلامية
  • نهضة وثورة في دور الجمهور كأعضاء ومشجعين

وقبل كل ذلك، نهضة في التفكير والنظر إلى المريخ ومشاكله، وإلى الأحلام والأهداف التي تُوضع ويتم تحقيقها مرحليًا، ليكون المريخ كما نحب ونشتهي.

فهل لنا بهكذا حراك من الآن؟
فلم يعد هنالك وقت لنضيّعه.

وأول جهد نحتاجه هو جهد التسامح ولمّ الشمل، وإزالة الحواجز بين أهل المريخ، جهد تعافي مجتمع المريخ، جهد نبذ كل ما يفرّق، والالتفاف حول الكيان.
فإن تمّ لنا ذلك، فلا محالة أننا بالغون أهدافنا وأحلامنا كمريخاب.

فهل سعينا بكل ما لنا من إرادة وتصميم إلى عقلٍ جماعيٍ يوحدنا نحو أهدافنا كمريخاب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..