دي محتاجة ليها صلعة!!
محمد الطيب كبّور
ألمٌ وغصة كبيرة يعيشها أهل المريخ الآن وهم يتابعون حال فريقهم الذي أصبح كالعقاب الهرم: “يهمّ فيعييه النهوض، فيجثم، ويعزم إلا ريشه ليس يعزم”.
حالة من السوء لم يبلغها الأحمر طيلة تاريخه الطويل، حتى إن كل أدوات التخدير التي استخدمها الإعلام الموالي لم تُجدِ نفعًا، فأصبح من الخبل استخدام المزيد منها دون وجود إصلاح حقيقي لحال المريخ.
السوء طال كل شيء، وغابت ملامح النادي القائد الرائد، الذي أصبح يتلقى الهزائم من ضعاف الفرق من أندية ذيلية الدوري الموريتاني، هزيمة تلو الأخرى، حتى بلغت حصيلة الفريق 9 هزائم و6 تعادلات، ولم يتمكن من تحقيق الفوز إلا في 10 مباريات فقط من مجموع 25 مباراة، رقم كارثي وتاريخي لم يحدث في تاريخ زعيم وكبير الأندية السودانية، الذي يعاني بشكل غير مسبوق.
على مستوى الإدارة، فكل شيء غير واضح. تعاقدات غريبة حتى أصبح كشف الفريق يضم 11 محترفًا بدون أي إضافة، وأكثرهم عالة على النادي، وأغلاهم لم يقدم شيئًا، رغم أنه في كشف الفريق منذ يوليو الماضي.
نعم، الكولومبي سانتياغو باتينيو اقترب من إكمال العام بشعار المريخ، ولم يتمكن من هز أي شبكة طيلة فترة احترافه في الأحمر، وهو الذي يتقاضى 20 ألف دولار!!
أما الجهاز الفني للمريخ، فهو أشبه بمن خرج من حفرة ووقع في “دحديرة”، وكله “محصل بعضه”. فقط الفرق بينهما أن الصربي ميتشو لطيف المعشر، تعتلي وجهه ابتسامة، عكس الإيطالي جيوفاني سوليناس، الذي كان دائم التكشير.
ولكن يظل سوء حال الفريق هو الرابط بينهما، ووضعهما هذا يذكرني بحال الزول الكان مقتنع بأنو أي زول عنده صلعة معلم كبير، لحدي ما صادف واحد سأله: “شغال شنو؟” قال ليه: “كمساري”. طوالي كشطو كف وقال ليه: “دي هسي عايزة ليها صلعة؟!”
لا نكتب من أجل الانتقاد كما يتوهم البعض، أو لأننا معارضة، وإنما نكتب بمداد الوجع والألم على حال المريخ، الذي أصبح محل تندر وسخرية، وهو يتلقى الهزيمة تلو الأخرى بلا أي عزيمة أو إرادة للتغيير، سوى بعض التخدير، الذي يظن من يروّج له أنه يخدم المريخ، في حين أن الاعتراف بالمشكلة هو ما يقود للحل.
نكتب لأن المريخ كفوهة البركان، محل تهبّش ممكن ينفجر. لا أحد يعرف كيف تسير الأمور المالية في النادي، واجتماعات المجلس لا تحسم أمر العهدة والديون، ومن مخرجات الاجتماع: التأمين على إقامة “ليلة المرأة”، وكأن مشاكل المريخ تكمن في إقامة ليلة المرأة!
استاد ونادي المريخ بلا وجيع، حيث تواصلت السرقات لأن المجلس لم يوفِ بالتزامه تجاه فريق الحراسة الذي كان قد اتفق معه، ثم تنصّل عن اتفاقه، لتصبح ممتلكات المريخ عرضة للتلف والسرقة من جديد.
أكثر وضوحًا
تبقّت للمريخ 5 مباريات فقط في الدوري الموريتاني، وإذا حقق فيها الفوز جميعًا، لن يتجاوز النقطة 51، أي إنه قد لا يكون ضمن الخمسة الأوائل في الترتيب النهائي لبطولة الدوري الموريتاني.
حسب ما أعلن الاتحاد العام، فإن بطولة دوري النخبة ستنطلق في منتصف مايو القادم، يعني يفصلنا عنها شهر واحد فقط، وهي لن تكون كبطولة الدوري الموريتاني، فالمنافسة ستكون على أشدها، لأن الأندية الستة الصاعدة، بخلاف القمة، أثبتت وجودها بتقديم مستويات قوية.
دعم سخي وكبير جدًا قدمه القنصل حازم لسيد الأتيام، وانعكس ذلك على مسيرة النادي الأهلي، الذي قدم موسمًا مميزًا مكّنه من حجز مكانه في دوري النخبة، ويمتلك طموحًا كبيرًا لصناعة التاريخ، مستهدفًا المشاركة الخارجية، التي من أجلها، وتحت رعاية القنصل حازم مصطفى، ضم 6 محترفين، والآن يبحث إقامة معسكر خارجي.
إشاعات كثيرة في اليومين الماضيين وقع فريستها الكثيرون، وحتى بعض وسائل الإعلام ممن يُفترض فيها توخي الحذر والدقة، ولكن اللهث خلف السبق الصحفي جعل البعض يرتكب الخطأ الجسيم بنشر الشائعات.
مجرد سؤال:
ثم ماذا بعد زوال المُخدّر؟!