المشكلة إدارية.. الشمّاعة إيطالية ثم صربية.. والآن مصرية

المشكلة إدارية.. الشمّاعة إيطالية ثم صربية.. والآن مصرية
الصّفوة _ تقرير
قرارات متسارعة في المريخ قبل التشخيص العميق تؤكّد أن أزمة النادي أكبر من مجرّد البحث عن شمّاعة للإخفاقات المتلاحقة. نعم، غابت البصمة الفنية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم تنجح الأجهزة الفنية في المريخ؟ هل مقوّمات النجاح متوفّرة والعِلّة فقط في التدريب، أم أن هناك عللًا أخرى؟
جوانب المشكلة
دراسة جوانب المشكلة تقود إلى الحلول، والتسرّع في اتخاذ القرار عادةً لا يأتي بجديد، وتظل المشكلة قائمة. وهذا ما حدث للمريخ، الذي عاش معاناة حقيقية في عهد إدارة الإيطالي جيوفاني سوليناس للأمور الفنية، والتي شكّلت رأيًا جمعيًا بضرورة ذهاب الإيطالي عَكِر المزاج وحادّ الطباع. ولكن، إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلًا: كيف تم التعاقد مع الإيطالي؟
الإجابة تحمل كل الغرابة، إذ إن التقارير حذّرت من التعاقد مع سوليناس، مع استعراض سيرته الذاتية التي تؤكّد أنه مدرّب غير مستقر وكثير المشاكل، ومع هذا، تم التعاقد معه. والأمر المُدهش حقًا كان في تجديد التعاقد معه بعقد ورّط النادي في قيمة كبيرة لدفع فاتورة إنهاء هذا التعاقد الغريب.
وأصبح كل همّ أهل المريخ ذهاب الإيطالي بعد كمية الخراب والدمار التي عاثها في المريخ، وبالفعل غادر الإيطالي بعد مسلسل لم يخلُ من الإثارة و”الأكشن”. وبسرعة، تم التعاقد مع الصربي ميتشو، الذي خاض تجربة تدريبية في السودان قبل عشرين عامًا، ولأن القرار لم يكن مدروسًا، لم تتغيّر ذات المشكلات، وتواصل التردّي مع استخدام مُخدّر التصحيح.
تكرار ذات الأخطاء وانتظار نتائج مختلفة
أمر غريب جدًا أن تُكرّر ذات الأخطاء وتريد نتيجة مختلفة! هذا ما يحدث بالضبط في المريخ، إذ لم يسعَ مجلس المريخ للغوص في عمق المشكلة التي جعلت فريق الكرة يتراجع بهذا الشكل، واكتفى فقط بتكرار ذات التجربة بتغيير المدرب. فبعد سوليناس، استعان بميتشو، والآن انتهت فترة الصربي الذي يغادر غدًا، والاتجاه هذه المرة نحو المدرسة المصرية.
مواجهة المشكلة تقود إلى الحل
سيرة شوقي غريب التدريبية ليست سرًّا، وبكبسة زر يمكن التعرّف عليها، وهي سيرة متواضعة جدًا، وليس فيها ما يلفت النظر. ولكن هذه ليست المشكلة، وإنما المشكلة تكمن في عدم الاعتراف بأن بداية تراجع الفريق تعود لفقدان الأساسيين لأسباب مختلفة، والعناصر التي تمّت إضافتها لم تُعوض الذين غادروا. وبالتالي، لا بد من بحث حلول حقيقية تبدأ بتدعيم الفريق بعناصر جيدة، مع اختيار مدرّب بمواصفات، أهمّها القدرة على البناء، والاستفادة من الفترة القادمة في عملية تصحيح حقيقية، وليست على طريقة المخدّر المُستخدمة.