الصعود إلى الهاوية
د. طارق عوض سعد
بسرعة الصاروخ، ينطلق المريخ إلى الهاوية تحت راية مظلة مجلس الفشل،
إدمانٌ غريبٌ للخَوَر والإحباط..
ميتشو حين تقلّد سُدّة الدكة الفنية استبشرنا خيرًا، اتكالًا على أن تأتي متأخرًا خيرٌ من أن لا تأتي،
دعمنا الفكرة،
وأطنبنا على حُسن الاختيار، وأن الرجل مناسب بالنظر لحال المريخ المائل،
إذ كان سقف طموحاتنا في فترة القحط النميري أن نكون حضورًا، إلى أن يشاء الله أمرًا فينا…
وصل الرجل وفي جعبته خبرات السنوات الطوال في الأحراش الإفريقية،
اصطدم بواقعٍ مِزرٍ لا أريد الخوض فيه، لكثرة ما طرقنا عليه وما من صاغٍ،
تنكّب الرجل الطريق،
تاه،
كسرْبِ الغربان العطشى في صحارى بلد الشناقطة…
كلّما لاح ثمة بريق، استشاط الغيظ في وجهه وهال عليه تراب السراب…
الآن، تزود صاروخ الهوية بمزيدٍ من وقود السقوط من علٍ…
شوقي غريب،
لاعب غزل المحلة الأسبق،
كوم مشاكل،
نوّارة سيرته الذاتية: عمل مساعدًا للخبير حسن شحاتة…
ما هو المنطق في اختيار عاطلٍ جديد؟
أَوَ لسنا من عشّاق “عدت يا عيد”؟
أم أن الأمر، كما العهد، (ده القدرنا عليه)؟
ورطة المجلس مدعاةٌ للشفقة والحزن،
(الذين يراؤون ويمنعون الجهر)…
الوافد الجديد سيكون في استقباله بنواكشوط موظفو النادي،
تهرّب الأعضاء بعد أن قهر الجوع وتسيّد الفول المصري وماؤه الساخن بطون اللاعبين،
حتى قيل لهم: “ثم من؟” فقالوا: “بطني”…
سنعالج الأخطاء،
تحدثنا للاعبين،
سنعوّض…
سيمفونية الوداع، وليلة العشاء الأخير التي فتكت بالخبير ميتشو،
هذا اللحن الخالد سيتكرّر على نحوٍ أسوأ،
من فرقة ميتشو الوترية إلى شوقي غريب…
الجديد؟
أنه سيكون غريبًا كاسمه!