وسط الرياح

التفاؤل والتحديات

عدد الزيارات: 21٬002

474

 

أبو بكر الطيب

إنّ التفاؤل وحده لا يكفي لمواجهة التحديات الجسام في نادي المريخ، والعمل المؤسسي الناجح يتطلب تضافر الجهود وتحمل المسؤولية من كافة الأطراف.

زلزال في عرين الأحمر: صمت الأعضاء.. خيانة للتاريخ ومستقبل الكيان!
بينما يصدح صوت التفاؤل من رئيس مجلس إدارة نادي المريخ، السيد النمير، مؤكدًا على بناء المستقبل والثقة في المسار، يطل علينا واقع مرير يكشف عن خلل هيكلي ينخر في جسد هذا الكيان العظيم. إن التعاقدات المكثفة والاستغناء عن الخبرات تحمل في طياتها مخاطر جمة، لكن الخطر الأكبر يكمن في صمت مطبق يخيم على أروقة مجلس الإدارة، صمت يرقى إلى مرتبة التخلي عن المسؤولية وخذلان الأمانة.

أين هم أعضاء المجلس؟ وأين دورهم المزعوم؟
لقد انتُخب هؤلاء الأعضاء ليحملوا أمانة النادي ويسهموا بآرائهم وخبراتهم في تسيير شؤونه، لا ليكونوا مجرد “كمبارس” أو ديكورًا صامتًا يكتفي بالتصفيق لقرارات الرئيس. هل هذا هو الدور الذي ارتضوه لأنفسهم؟ هل يجدون في الجلوس على مقاعد المتفرجين وهم يحملون صفة “عضو مجلس إدارة” ما يرضي ضمائرهم وتاريخهم؟

إن العمل الناجح، أي عمل ناجح، يقوم على مبدأ الشراكة الحقيقية وتوزيع المسؤوليات. لا يمكن لشخص واحد، مهما بلغت قدراته وحسن نيّته، أن يدير مؤسسة بحجم وتاريخ المريخ بمفرده. أين هي المبادرات؟ أين هي الرؤى البديلة؟ أين هي المناقشات المستفيضة التي من المفترض أن تدور داخل أروقة المجلس قبل اتخاذ القرارات المصيرية؟

صمتكم يقتل الطموح ويفتح أبواب الفشل!
إن هذا الصمت المريب يرسل رسالة سلبية إلى الجماهير، ويزعزع ثقتها في قدرة المجلس على قيادة النادي بحكمة واقتدار. إنه يفسح المجال للتكهنات والقلق، ويجعل مستقبل الكيان معلقًا على قرارات فردية قد تُصيب وقد تُخطئ.

أيها السادة أعضاء مجلس الإدارة، هل تدركون حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم؟ إن التاريخ لن يرحم صوركم الكرتونية وأنتم تجلسون صامتين بينما تُتخذ قرارات مصيرية لمستقبل ناديكم. إن صمتكم هذا ليس مجرد تقاعس، بل هو خذلان لجيل من العاشقين الذين وضعوا ثقتهم فيكم لحماية إرث عظيم وبناء مستقبل يليق به.

استفيقوا قبل فوات الأوان!
لقد حان الوقت لأن تكسروا هذا الصمت المشين وأن تتحملوا مسؤولياتكم كاملة. لا تتركوا الرئيس وحده في مواجهة التحديات، بل كونوا سندًا وعونًا، وقدموا رؤاكم ومقترحاتكم، وشاركوا في صنع القرار. إن المريخ ليس ملكًا لشخص واحد، بل هو ملك لجماهيره العظيمة وتاريخه العريق.

تذكروا قول الحكمة: “اليد الواحدة لا تُصفق”، والعمل المؤسسي الناجح هو سيمفونية متناغمة تعزفها أيدي وقلوب جميع الأعضاء. أما الصمت والتفرج، فهو نذير شؤم ينذر بعواقب وخيمة.

ليت هذا الكلام يصحو ضمائركم، ويوقظ فيكم حسّ المسؤولية تجاه هذا الكيان العظيم. إن التاريخ ينتظر أفعالكم لا صمتكم، والجماهير تتطلع إلى قيادة حقيقية لا إلى صور باهتة في مقاعد المتفرجين.

وأهلك العرب قالوا:—
اتلمّ التعيس على خايب الرّجى
ووافق شنّ طبقة

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..