وسط الرياح

الاتحاد السوداني!! أنتم الأزمة… والذاكرة لا تنسى

عدد الزيارات: 21٬004

474

 

أبو بكر الطيب 

السادة أعضاء الاتحاد السوداني لكرة القدم،
عناية السيد الأمين العام،
تحية مستحقة إن كنتم أهلًا للمسؤولية، أما بعد:

فإن ما بدر منكم في حق نادي ود نوباوي الرياضي، وما سبقه من قرارات كارثية شملت أندية الخرطوم عمومًا، يكشف بما لا يدع مجالًا للشك أن الاتحاد العام لم يعد مؤسسة وطنية جامعة، بل تحوّل إلى أداة إقصاء وظلم ممنهج، تنفذ أجندات لا علاقة لها بالرياضة ولا بروح التنافس النزيه.

إهانة الأندية والاتحادات المحلية إنما هي إهانة للعقل

لقد طالعنا بذهول وغضب قراركم القاضي بحرمان نادي ود نوباوي من حقه الأصيل في حضور الجمعية العمومية، بزعم عدم تقديم مستندات كافية، في وقت تعلمون فيه يقينًا أن النادي – كسائر أندية العاصمة – تضرر ضررًا بالغًا من الحرب، وتعرض مقره للتدمير، وأعضاؤه للتشريد، ومكاتبه للنهب والحرق. ورغم ذلك، قدم النادي مقطعًا مصورًا لجمعيته العمومية، مدعومًا بإفادة رسمية من سكرتير الاتحاد المحلي بالخرطوم، تؤكد قيام الجمعية بكامل النصاب ومخرجاتها الشرعية.
فهل بعد هذا التوثيق المزدوج من دليل؟ أم أنكم تبحثون عن مستندات تعرفون مسبقًا أنها دُمّرت كما دُمّرت أماناتكم؟

خطابات متناقضة… وإدارة بلا منطق

لا تكادون تصدرون هذا القرار المجحف حتى تفاجئونا بخطاب ثانٍ يطلب من نادي ود نوباوي المشاركة في الدوري الممتاز، وكأنكم تسخرون من الواقع أو تتعمدون إذلال الأندية المتضررة بدلًا من دعمها أو حتى احترام معاناتها. كيف يُطلب من نادٍ مشرّد ومهمش ومحروم من التمثيل أن يتقدم للمشاركة في مسابقة كبرى بلا ملاعب، بلا تمويل، بلا دعم؟!

إقصاء أندية الخرطوم… والتدمير المتعمد

أما المشهد الأوسع والأخطر فهو ما يحدث ضد أندية الخرطوم قاطبة، وهو ما بات واضحًا لأي متابع منصف. فالاتحاد العام، في واحدة من أسوأ سوابقه، شنّ حملة تدمير ممنهج على اتحاد الخرطوم المحلي، بإقصاء أنديته من الدوري الممتاز، وفتح الباب لإضافة سبعة أندية جديدة بطريقة غير متوازنة، تفتقر إلى العدالة ولا تراعي حقوق الأندية التي صمدت لعقود في وجه الظروف، وقدّمت للكرة السودانية نجومها ومجدها.
هذا التوسع المشبوه في قائمة أندية الممتاز لا يستند إلى معيار تنافسي ولا إلى منطق حقيقي وقانوني يبرر زعمكم، بل يبدو كعملية إعادة هيكلة خفية، هدفها تصفية حسابات وإقصاء جهات بعينها، في سلوك لا يمت للمؤسسية بصلة ولا للرياضة بروحها.

والى العدالة والشفافية

إن اتحادكم فقد البوصلة، والخرطوم لن تسكت وستطالب بحقوقها المشروعة، ولن تدخر جهدًا في استرداد حقها واستعادة مجدها.
ما تقومون به لا يمكن وصفه إلا بالعبث الإداري والتصفية الانتقائية. لا عدالة، لا حكمة، لا مرونة، ولا رؤية لمستقبل الكرة السودانية. وإن كان من إنصاف نذكّركم به، فهو أن الظلم لا يدوم، وأن الاتحادات تُبنى على الإنصاف لا على العناد وتصفية الحسابات.
إن نادي ود نوباوي، ومعه بقية أندية العاصمة المنكوبة، لا يطلبون أكثر من حقوقهم، وأن يُسمع صوتهم، ويُحترم تاريخهم، ويُعترف بواقعهم. أما أن تُدار الأمور بعقلية إقصائية وعقوبات تافهة مغلفة بلوائح موجهة، فهذا لا يزيد الاتحاد إلا سقوطًا في أعين الرياضيين.

وأهلك العرب قالوا:

“من جارَ على الناس جارت عليه نوائب الزمان، ومن ظَلَم، ظُلم ولو بعد حين.”
فهل ما زلتم تظنون أنكم في مأمن من عدالة التاريخ؟!

والله المستعان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..