أقوياء لن تكسرنا قوى الشر!!

محمد الطيب كبّور
نعم، نحن أقوياء، ولدينا القدرة على الدفاع عن أرضنا وعِرضنا، ودونهما الموت، وإن كانت الحرب في عامين فصلاً، استحملناهما بصبرٍ عظيم، فلن تخور قوانا أمام القادم مهما بلغ من السوء، فنحن نتكيّف مع البيئة، ولا نلعن الظروف، ونعيش الأزمة بصبر وجَلَد كبيرين، طالما نتنفس هواء أرضنا الطيبة، ونشرب ماءً عذبًا من أنهارنا الجارية.
وللحديث عن الحرب القذرة التي تتعرض لها بلادنا، والتي استخدمت فيها قوى الشر الخارجية متعاوني الداخل كمرحلة لتنفيذ أجندة، نجحت فيها بمحاولة إيهام البعض بأنهم مهمومون بهم، في حين أنهم في بلادهم يحسبون الأنفاس على شعوبهم، حيث لا حرية تعبير، فقط “سمعًا وطاعة يا أمير”.
وذاك المجتمع الدولي يستهدف السودان في مقدراته الموجودة داخل وخارج الأرض، وهي ثروات متى ما تكاملت، فإن هذا البلد الطيب حتمًا سيكون قوة عظمى، ودونكم فقط أعوام البترول قبل انفصال الجنوب، كيف ازدهرت بلادنا، وحتى أيام الحصار اشتغل العقل السوداني، فكان ميلاد كبرى المشاريع: “جياد العملاقة، اليرموك، منظومة الصناعات الدفاعية، مصفاة الجيلي”، وغيرها من المشاريع التي وضعت السودان على بداية النهضة.
بالطبع، الاستهداف شامل، حتى عاداتنا وتقاليدنا وتكاتفنا وتعاضدنا، لهذا حاولوا الدخول من عدة أبواب لتفتيت هذا النسيج الاجتماعي والأسري، تارة بالحديث عن سلطة الأب، وتارة بالحديث عن فشل مؤسسة الزواج، ووصل بهم الحال للحديث عن “النوع” وأحقيتهم في العيش بيننا، وظهرت بعض الوجوه النتِنة من هذه الفئة الضالّة، بل كان ظهورهم ملحوظًا حتى عبر حفلات مجون كاملة.
وهذا مشروع معلوم، لهدم الأسرة وصناعة مجتمعات مفككة لتسهُل السيطرة عليها، ولكنهم اصطدموا برباطٍ متين لدى السودانيين، وكانوا ينتظرون عقب التهجير إقامة مخيمات نزوح، إلا أنهم تفاجؤوا بأن كل هذه الأعداد نزحت للمدن والقرى الآمنة، ودبّروا أمرهم! كيف؟! هذا ما جعلهم يحتارون.
وعلى العكس تمامًا، نحن نعلم كيف عاش النازحون الذين اعتمدوا كليًا على التكافل، وكان الخير الوفير عبر التحويلات، والبعض واصل عمله وإن كان في مجال غير مجاله.
هذا هو السوداني، الذي يمكنه أن يتعايش مع أي وضع، يحتسب ويصبر ولا يجزع، لأنه يثق في الحقّ العدل الذي لا يُظلَم عنده أحد، ويثق كذلك في جيشه الذي امتصّ الصدمة، ثم “بالإبرة” لقّن المليشيا الدرس الأكبر ودحرها إلى حواضنها، وما زال يطاردها، ليتدخل المحترفون الكبار عبر الصواريخ والمسيّرات لتعطيل حياة السودانيين باستهداف منشآت حيوية في كسلا وبورتسودان.
تلك الشمس تهبنا نورًا نستخدمه الآن كطاقة شمسية بديلة للكهرباء التي عطّلتها أيادي العدوان، وإن كان لكم عليها سلطان، فأرسلوا صواريخكم إليها! وعهد ثقة، نحن من سنسمع صراخكم قريبًا، وقريبًا جدًا، ولن يُرهبنا العدوان، وسندافع عن أرضنا وعزتنا، ونقف صفًا واحدًا مع جيشنا الباسل، وأرواحنا رخيصة فداءً للوطن. شعب واحد، جيش واحد.
مجرد سؤال:
بتعرفوا “بل بس” يعني شنو؟؟

