وسط الرياح

دوري النخبة السوداني..!

عدد الزيارات: 21٬002

474

أبو بكر الطيب 

بطولة من ورق ومجهود ضائع
ومنافسة مهما علا شأنها تساوي صفرًا
وتخبطٌ بلا نهاية

من جديد، يسير الاتحاد السوداني لكرة القدم على درب التيه، ويفاجئ الشارع الرياضي بإصرارٍ غريب على إقامة “دوري النخبة”، في وقتٍ لا تتوفر فيه أبسط مقومات التنظيم، ولا الحد الأدنى من الضمانات الفنية أو اللوجستية أو الأمنية.
هذا الإصرار لا يُفسَّر إلا برغبةٍ في المكابرة، أو محاولةٍ لصناعة إنجازٍ زائف فوق أنقاض بطولةٍ مترنحة منذ ولادتها.

مدينةٌ تتغير، وملعبٌ غائب، ونظامٌ غير مُعلن
بدأ الإعلان من بورتسودان، ثم تحوّل إلى القضارف وكسلا، والاتحاد لا يزال عاجزًا عن تحديد ملاعب صالحة، أو وضع جدولٍ زمنيٍّ واضح، أو حتى إعلان نظام البطولة نفسه!
أي بطولةٍ هذه التي لا يعرف المشاركون فيها متى وأين وكيف ستُقام؟ وهل هكذا تُدار كرة القدم في بلدٍ يطمح للمنافسة القارية؟

الأندية تُكافَأ بالعقاب!
بعد موسمٍ طويلٍ ومرهق، خاضت فيه الأندية الممتازة معاركها وسط أزماتٍ ماليةٍ خانقة، لم تجد هذه الأندية مكافأةً سوى المزيد من الإرهاق، دون دعمٍ أو حتى اعترافٍ بحقوقها المالية.
الاتحاد العام يتعامل مع الأندية وكأنها عبء، لا شركاء في النجاح. يطالبها بالحضور والمشاركة، بينما لم يوفِّ حتى مستحقاتها القديمة!

عجزٌ هيكليٌّ لا يغطيه الإعلام
ما يحدث ليس أزمة لحظة، بل انعكاسٌ لفشلٍ هيكليٍّ مزمن:
• قراراتٌ تُتخذ في الغرف المغلقة، بلا شفافيةٍ أو محاسبة.
• غيابٌ تام للتخطيط طويل الأمد.
• تجاهلٌ مستمر لمعاناة الأندية المادية.

النتيجة: تدهورٌ وشيك ومصداقيةٌ في خطر
استمرار هذا النهج العبثي يعني أن المزيد من الأندية ستنسحب، وأن البطولة ستحمل اسم “النخبة والخيبة”.
وإذا كانت الكرة السودانية لا تزال على قيد الحياة، فهي تعيش بجهازِ تنفّسٍ اصطناعي، يغذّيه شغف الجماهير لا أداء الاتحاد.

رسالة إلى الاتحاد: كفى!
لقد سئمنا، وهرِمْنا من سياساتكم القاصرة، غير المدروسة، والمبنية على وعودٍ واهية، والتزاماتٍ لا تعدو كونها أحاديث مجالس ومجاملات، لا تستند إلى ضماناتٍ ولا تمثل واقعًا.
ما لم يعترف الاتحاد بعجزه، ويُعيد تقييم سياساته بشكلٍ جذري، فلن يكون القادم أفضل.
الاتحاد مطالبٌ اليوم، لا غدًا، بالإفصاح عن نظام البطولة، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات النجاح، وسداد مستحقات الأندية، قبل أن يُكلّفها بالمشاركة ويُحمّلها فوق طاقتها.

قبل الختام:
دوري النخبة، بهذا الشكل، ليس مشروعًا رياضيًا، بل دليلُ إدانةٍ جديد في سجلِّ اتحادٍ فقد البوصلة.
وإذا كان عاجزًا عن توفير ملعبٍ للتدريب، فبأي وجهٍ يطلب من الأندية أن تحترق من أجل نخبته؟

وأهلك العرب قالوا:
“إذا اختلّ الأساس، سقط البنيان، وإن طال به الزمان.”

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..