وسط الرياح

روابط المريخ الجماهيرية.. الدعم الإداري والتجاذب الشخصي

عدد الزيارات: 21٬003

474

أبو بكر الطيب

تُعدّ روابط المشجعين، أو ما يُعرف اصطلاحًا بـ”الروابط الجماهيرية”، مظهرًا من مظاهر التفاعل العاطفي والتنظيمي بين النادي وجماهيره. وهي ظاهرةٌ عالمية تمثّل في الأصل امتدادًا شعبيًا للمؤسسة الرياضية، تُساهم في رفدها بالدعم المعنوي والمادي والتنظيمي. لكنّ الواقع السوداني، والمريخي على وجه الخصوص، قد أفرز تبايناتٍ في الأدوار التي تلعبها هذه الروابط، خاصة الروابط الخارجية في دول الخليج، مما يستدعي التوقف والتقييم.

أولًا: روابط المريخ الجماهيرية – الخلفية والأدوار المفترضة
من حيث المبدأ، فإن الروابط الجماهيرية تهدف إلى:

تنظيم الجمهور وتوجيهه نحو دعم الفريق في حلّه وترحاله.

المساهمة في المبادرات الاجتماعية والمالية للنادي.

تمثيل الجاليات المريخية في الخارج وإبقاءها على صلة دائمة بالنادي.

المساهمة الإعلامية في إبراز صورة النادي.

وإذا ما تمّت إدارة هذه الروابط بصورةٍ شفافةٍ وتشاركية، فإنها تصبح رصيدًا إضافيًا لا يُقدّر بثمن، وتُعَدّ سندًا معنويًا وإعلاميًا وإداريًا لمجالس الإدارة.

ثانيًا: هل هي إضافة أم خصم على مجالس الإدارات؟
في كثير من التجارب، تحوّلت الروابط الجماهيرية إلى منصّات ضغط أو تصفية حسابات، بل وحتى إلى أدوات استقطاب سياسي أو اجتماعي. ويمكن تلخيص ذلك في الآتي:

الإضافة:

عندما تعمل الروابط بتنسيقٍ مؤسسي مع مجلس الإدارة.

حين تحكمها لوائح داخلية مستقلة عن الصراعات.

عندما تكون ممثلةً لكافة أطياف الجمهور لا لطيفٍ واحد.

الخصم:

عندما تصبح الروابط جزءًا من شبكة الولاءات لمجالس معيّنة.

حين تكون انتخابات الروابط مسرحًا لتنازع النفوذ والمصالح.

عندما تنشأ الرابطات بقصد “الظهور الاجتماعي” أكثر من “خدمة الكيان”.

ثالثًا: خلفيات الصراع المحموم على انتخابات الروابط الخارجية
الوجاهة والمركز الاجتماعي:
يرى البعض في رئاسة رابطةٍ مريخية بالخارج، لا سيما في قطر أو السعودية، بوابةً لتحقيق مكانةٍ اجتماعية مرموقة، وهيبةٍ اعتبارية في أوساط المغتربين، وهو ما جعل البعض يسعى إليها لا حبًا في المريخ، بل رغبةً في لقب “الرئيس”.

النفوذ والتموضع الإداري:
بعض قيادات الروابط تسعى لاقتحام مجلس الإدارة من بوابة “الرابطة”، من خلال التأثير على الرأي العام أو ممارسة الضغط باسم “الجماهير في المهجر”، دون تمثيلٍ حقيقي أو تفويضٍ نزيه.

غياب الضوابط واللوائح:
فشل النادي في تنظيم العلاقة مع الروابط، وغياب لائحةٍ موحدة تحكم إنشائها واختصاصاتها، فتح الباب واسعًا للتنازع والانقسام، وحتى التزوير في بعض الحالات.

رابعًا: رؤية إصلاحية عملية
من منظورٍ احترافي، فإن الحل لا يكمن في إلغاء الروابط، بل في تقنينها، وتتمثل الرؤية في الآتي:

وضع لائحةٍ موحدة تُنظم تكوين الروابط واختصاصاتها وعلاقتها بالمجلس.

ربط الاعتراف بالرابطة بالشفافية المالية والتنظيمية، والتمثيل الحقيقي للجمهور.

إنشاء مظلةٍ عليا للروابط تكون بمثابة “الاتحاد العام لروابط المريخ” تحت إشراف المجلس وعضوية ممثلي الروابط.

فرض دورةٍ انتخابية معلومة، وعدم السماح بتجديد ذات القيادة دون تقييم.

منع التسييس والتشظي داخل الروابط عبر لجان رقابة مستقلة.

وقبل الختام
روابط المريخ الجماهيرية، في أصلها، فرصةٌ تاريخية لخلق جسر تواصل حيّ بين النادي وجمهوره، لكنّها تحوّلت في بعض التجارب إلى نقطة ضعف بفعل الشخصنة والأنانية والتنظير الذي لا يُنتج أثرًا. وبين الحالمين بالوجاهة والمخلصين للمريخ، يضيع الكيان. وعلى الجميع أن يفيقوا من تسامي الزيف إلى واقع الفعل والبناء.

وأهلك العرب قالوا:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى… فأوّل ما يجني عليه اجتهاده

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..