وسط الرياح

صبر النمير.. أم صبر أيوب؟

عدد الزيارات: 21٬002

474أبو بكر الطيب

عندما يصبح “الاستسلام” خطة عمل!

من أروقة نادي المريخ العريق، ومن قلب الخيبات المتتالية التي أثقلت كاهل الجماهير، يخرج علينا رئيس النادي، السيد عمر النمير، بـ”حل” يندر أن تجده في قاموس القيادة الرياضية الحديثة: الصبر!
نعم، أيها السادة، “الصبر”. هذه الكلمة، التي طالما تغنى بها الشعراء، وصبرت بها القلوب المثقلة، تحولت على لسان رئيس نادي بحجم المريخ إلى “خطة عمل” للتعامل مع الفشل الذريع والهزائم المتكررة والإخفاقات التي تلازم إدارته “الناجحة” – أقصد الفاشلة.

لقد طوينا الانتظار المر، حتى كادت مرارته تُسكن الأفئدة. صابرنا كثيرًا، و”لما نشوفه ظالمنا… نحاول نلقى ليه عذر”. أليس هذا هو حال جماهير المريخ التي “كاتمة العليّ… واصلو العلي ما مرّ يوم بخيال بشر”؟ عِللٌ ومصائب لا يصدقها عقل، ومع ذلك، يصرون على التماس العذر لمن يقودهم إلى الهاوية.

يا ليالي الصبر، أي المرين أنتِ؟ أهو الصبر ذاته، أم هذا الذي يُقدم إلينا كحل؟ “قالوا الصبر عاقبو الحلو”، ولكن أين “حلاتو” في ظل إدارة تُهدينا مرارة الهزائم كخبز يومي، وتُقدم لنا وعودًا جوفاء كوعود السراب؟

لقد “عشنا وشفنا حسرات الغرام ما اتبدلت”، فالفريق يهوي من فشل إلى آخر، و”تمشي آهة… تجينا آهة… ما في حاجة اتعدلت”. أيعقل أن تكون هذه هي كل ما يملكه رئيس نادٍ بحجم وتاريخ المريخ ليقدمه لجماهيره التي تعشق الكيان حتى الثمالة؟ هل يظن أن “المحب مجبور ويقبل… ما يهمو الحاصل يحصل”؟ نعم، المحب الحقيقي قد يقبل، لكن إلى متى؟ وإلى أي حد؟

“نحن ما كلينا صبرك… نحن ريدك شيلنا دابو”، هذا هو لسان حال جماهير المريخ. حب لا يعرف حدودًا، وإخلاص لم يضِلّ الطريق يومًا. ولكن، عندما يصبح الصبر هو “الاستراتيجية”، وتصبح “التمنيات” هي “الخطة”، وعندما لا يجد الرئيس حلًا يقدمه سوى دعوة الجماهير لجلد الذات بالصبر على إدارته الفاشلة، فإن الأمر هنا يتجاوز حدود المعقول.

بالله عليكم، أهذا هو كل ما استطاع أن يقدمه رئيس نادٍ عظيم كالزعيم؟ رئيس “صابر” على فشله، وعلى هزائم فريقه، وعلى تراجع تاريخه، ثم يدعو جماهيره لأن تصبر معه على هذا “اللامستقبل”؟ “صبر النمير” لم يعد صبر أيوب، بل هو صبر على العجز، وصبر على التخبط، وصبر على أن يكون النادي مجرد ذكرى لمجدٍ غابر.

“يا ليالي الصبر شوقنا ماشي باكر يرسى وين… المصير تايه علينا توه راحت لي سنين”. هذا الشوق وهذا المصير التائه، لن يجد له مرسى في بحر الصبر الذي يدعو إليه الرئيس. إن سفينة المريخ تحتاج إلى ربانٍ شجاع، يمتلك رؤية، ويقدم حلولًا، ويتحمل المسؤولية، لا إلى من يدعو الركاب لـ”الصبر” بينما هي تغرق ببطء!

ليرحل “الرئيس الصابر” وليأتِ من يقود المريخ إلى “العمل الصادق”، فالمجد لا يُبنى على الصبر وحده، بل يُصنع بالعرق والتخطيط والقيادة الحكيمة، وهذا ما يفتقده المريخ الآن.

واهلك العرب قالوا:
“الصبر على الطين لا يُنبت زرعًا إن لم يُرمَ البذر”
وصبر الحمار لا يعني حكمة، بل غياب الخيار
وإذا استمر العجز، صار الصبر جبنًا

صابر معاك صبرًا طويلًا كاتم العليّ
والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..