وسط الرياح

بين المعلومة والإشاعة.. خيط رفيع اسمه المسؤولية

عدد الزيارات: 21٬001

بين المعلومة والإشاعة.. خيط رفيع اسمه المسؤوليةبين المعلومة والإشاعة.. خيط رفيع اسمه المسؤولية

أبو بكر الطيب

تحية تقدير لكل من يقرأنا لا بحثًا عن الإثارة، بل طلبًا للفهم، ولكل من يتابعنا لا لهوىً، بل لحرصٍ على الحقيقة.
في عالم الإعلام، ليس الخطر في الخطأ، بل في التمادي فيه. وقد كان لزامًا علينا، حين لاح لنا أن بعض ما أوردناه بالأمس من معلومات لم يكن دقيقًا، أن نمارس ما نؤمن به: المراجعة، والتحقق، والالتزام بميثاق المصداقية الذي نضعه فوق كل اعتبار.

لقد تداولنا – ضمن تحليل موسّع – خبرين أثارا تفاعلًا واسعًا:
▪︎ أولهما يتعلق بإلغاء دوري النخبة، وهو ما نفاه لاحقًا منسق البطولة مؤكدًا إقامة المنافسات في موعدها،
▪︎ والثاني دار حول مزاعم بشأن أموال نادي المريخ، وقد أوضح النادي في بيان رسمي عدم صحة ما تم تداوله.

نحن لا نعتذر لأننا كتبنا، بل نعتذر لأن بعض ما كتبناه لم يكن في مكانه الصحيح. نعتذر بطريقة لا تُضعف الحقيقة، بل تُقوّيها، ولا تُسقط هيبة الكلمة، بل ترفع من قدرها. فالصحافة الحقيقية لا تخجل من التصحيح، لأنها تنتمي إلى مدرسة البحث لا مدرسة التلقين.

ما حدث بالأمس ليس سقطة، بل درس ثمين، يُذكّرنا بأن سرعة النشر لا تُغني عن دقّة النقل، وأن حرصنا على كشف مواطن الخلل لا يُبرّر الاستناد إلى معلومات غير مكتملة. فبين المعلومة والإشاعة، خيط رفيع اسمه المسؤولية.

وإننا إذ نُعيد ضبط البوصلة، نؤكد لجمهورنا الكريم أن بوصلتنا ليست التشهير، ولا السبق لأجل السبق، وإنما الحقيقة، ثم الحقيقة، ولو كانت في آخر الصف.

والأهم من تفاصيل الخبر، تبقى النقاشات التي دارت – حول تقييم تجربة الدوري الممتاز، وضرورة دعم الاتحادات المحلية، وإعادة الروح لمدارس الأشبال – قضايا مصيرية تستحق أن تُطرح، وتُناقش، ويُصاغ حولها مشروع نهضوي متكامل، لا تغطّيه فوضى التسريبات، ولا تهمشه بيانات النفي.

ولأن الإنصاف شجاعة، فإن كلمة الشكر لا بد أن تُقال لأهلها.

فما قامت به مدينة عطبرة ومحيطها في بربر من استقبال وتنظيم وتهيئة، رغم الظروف الصعبة، جدير بأن يُرفع له القبّعة. اتحاد محلي متفانٍ، وحكومة ولائية واعية، وقيادات رياضية مسؤولة، وجمهورٌ يُشبه النيل في عطائه وعمقه… كلهم اجتمعوا ليُظهروا وجه السودان المُضيء في لحظة كادت أن تُطمس.

فلولاهم، لكانت النخبة في خبر كان.

لهم منا كل الثناء والتقدير، فهم من أثبتوا أن الولاء للكرة السودانية لا يُقاس بالإمكانات، بل بالإرادة والعزيمة والأصالة.

سنواصل الكتابة بضمير حي، وعقل مفتوح، وبقلب لا يعرف إلا أن يحترم قارئه. وسنبقى، كما كنّا، نمارس النقد المسؤول، ونُراجع أنفسنا كلما لزم الأمر، لأننا نؤمن أن الصحافة النزيهة لا يُعيبها التصحيح، بل يرفعها.

وأهلك العرب قالوا:
“إذا عزّ أخوك، فهُن… ولكن لا تَهن.”
وإن أخطأتَ، فاستقم… ولا تستحِ من الحق، فإن الرجوع إليه عزٌّ لا يُهين.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..