المريخ بأرض النيل والنخيل
صوفي أبو سمرة
مساء اليوم، المريخ يعود للتنافس في أرضه وبين عشاقه الذين طالت بهم الأشواق لمعانقة الزعيم ومتابعة مبارياته من على المدرجات لعامين وأكثر، هما عمر الاحتراب الذي سلب حياتنا تفاصيلها المحببة، ومنها متعة حضور مباريات المريخ من داخل ملاعب التنافس تشجيعًا ومؤازرةً بحب وشغف.
في مستهل مباريات دور النخبة من الدوري السوداني الممتاز، يقابل الزعيم مساء اليوم فريق الأهلي مدني “سيد الأتيام”، الفريق الذي كانت تتسم مقابلاته مع فريق المريخ بالندية والإثارة والتنافس المحموم.
بعد فترة ليست بالقليلة من تجميد النشاط الرياضي بسبب الحرب، وإقامة الدوري السوداني الممتاز على مراحل، والابتعاد عن التنافس المحلي بشكله المألوف، تجيء مباراة اليوم حاملةً من الإثارة والتشويق الكثير، وحماس البدايات، خاصةً وإن فريق الأهلي مدني يخوض المنافسة في ثوب جديد تحت رعاية فخيمة من سعادة القنصل حازم مصطفى رئيس نادي المريخ السابق. وكان الفريق قد استعد لهذا الدور من المنافسة استعدادًا جيدًا بإقامة معسكرٍ ناجحٍ بقيادة المدير الفني المخضرم فاروق جبرة، بالإضافة لضم الفريق لعناصر محلية ممتازة وصاحبة خبرة، وعدد من المحترفين الأجانب.
وفق كل هذه المعطيات، يأتي فريق الأهلي مدني مسنودًا عليها كدافع قوي ومحفز لخوض اللقاء بثقة كبيرة ورغبة في الظفر بالنقاط، وفي المقابل، فريق المريخ “زعيم الكرة السودانية” يدخل اللقاء وهو مدعَّم بعدد مقدر من المحترفين واللاعبين المحليين الذين خاض بهم تجربة المشاركة في الدوري الموريتاني.
صحيح أنه يفقد عددًا كبيرًا من نجومه الأساسيين وقدامى محاربيه، إلا أن الفريق استعد لهذه البطولة استعدادًا جادًا وجيدًا إلى حد كبير، بإدارة فنية بقيادة الخبير المصري شوقي غريب، ومعاونه المدرب العام الوطني محسن سيد.
والدافع الأكبر اليوم للمريخ لكسب النقاط هو العودة للتنافس من جديد بين جماهيره وعلى أرض الوطن بعد طول غربة وغياب، في محاولة لاستعادة مكانته وتسيده على عرش الكرة السودانية، بعد المشاركة في دوري دولة موريتانيا الشقيقة، بدعوة كريمة من اتحادها المحلي.
تلك المشاركة التي خصمت كثيرًا من فريق المريخ، رغم أنها كانت سانحة لا بأس بها لمواصلة التنافس وشيءٍ من الجاهزية وصقل لبعض العناصر الجديدة ودمجها في بوتقة الفريق، على الرغم من تلك التجربة التي لم تُرضِ تطلعات القاعدة الجماهيرية العريضة للمريخ، حيث كان المريخ هناك بملامح غائبة وأماني مؤجلة.
لتكون انطلاقة التنافس في دور النخبة اليوم بولاية نهر النيل فرصة مواتية للزعيم لمصالحة جماهيره واستعادة ألقه ومكانته الطليعة، ووضعه الطبيعي على رأس قائمة الفرق السودانية، والفوز في لقاء الافتتاح مساء اليوم يكون دافعًا كبيرًا للزعيم لمواصلة المشوار بثقة وثبات، لبداية مبشّرة جيدة أداءً ونتيجة، ليضع الفريق خطوة صحيحة في عتبة سلم الارتقاء للتتويج ببطولة النخبة إن شاء الله.
وليست بأمنية بعيدة ولا مستحيلة على فريق المريخ إذا تحلى لاعبوه بروح الزعيم، ورغبة التحدي والتنافس الجاد، والحماس المطلوب لإهداء عشاقه فرحًا يستحقونه بعد طول صبر ومعاناة.
وتبقى دومًا تمنياتنا الصادقة لزعيم البلد وكبيرها بالنصر المؤزر أينما حل وأينما ارتحل.


