الجراح المفتوحة والأمل المكسور

الجراح المفتوحة والأمل المكسور
أبو بكر الطيب
تعادل المريخ لأنه فُرّغ من جوهره ومن روحه وصار أسماء ليست في حياتنا ولا تستحق حمل الشعار.
في عطبرة وعلى أرض لم تكن يومًا عصية على المريخ، تكررت فصول الحيرة وتعمقت خيبات الأمل رغم التفاؤل الطاغي على الجميع.
جاء التعادل أمام مريخ الأبيض كصفعة للصفوة التي تفاءلت وصبرت وانتظرت، ففوجئت بهذا المستوى المتواضع الهزيل.
جمهور المريخ، رغم كل شيء، صفق لما تبقى من اللاعبين الاسكراب واحتضنهم وآمنوا أنهم قادرون على تقديم شيء يشبه المريخ، وكم سمعنا الإشادات وكلمات الإعجاب والتغزل في اللاعبين، ولكن جاءت مباراة مريخ الأبيض لتسقط آخر وهم في أعين الصفوة.
ما شاهدناه من اللاعبين في هذه المباراة لا يستحق كل هذه الثقة الممنوحة لهم.
وحتى الجهاز الفني يبدو أنه أيضًا لم يكن بقدر تلك القوة المطلوبة فيهم، فقد كان فاقدًا للبوصلة، وكل ما فعله أنه استطاع بكل ثقة تدوير الخيبة. فلم يقدم لا تلميحًا ولا تصريحًا وعجز عن استغلال ما تبقى من اللاعبين.
التحية لجمهور الصفوة وهو يتلقى الإخفاقات والصدمات بصبر ويتجاوزها ليصطفّ خلف الفريق بمن تبقى من اللاعبين، ولكن جاءت الطعنة هذه المرة من داخل الميدان.
وما حدث يؤكد أن اللاعبين لا روح لهم ولا حماس ولا شخصية ولا ملامح لفريق يبحث عن الفوز. فقد خانوا تلك الثقة بأداء باهت لا يشبه حتى فريق درجة ثالثة.
حتى الجهاز الفني حيرنا وكأنه يدير فريقًا ولاعبين لا يفهمهم وليس له طموح في منافسة قارية.
يبدو أن جمهور الصفوة قد ظلم نفسه بتغاضيه عن كل الأخطاء الإدارية والقرارات الهوجاء في سبيل ناديه، وصبر وسامح، راهن على من لا يراهن عليه.
وها قد جاءت الحقيقة التي لا مفر منها بأن المريخ لم يعد ذلك الفريق المرعب بل بات فريقًا يرثى لحاله وأحواله. فلم تعد النتائج تحزن فقط، ولكن باتت تستهجن.
في تقديري، اللوم كل اللوم يقع ويتحمله هذا الجمهور الذي صبر وتحمل وتساهل في حسم ووضع نهايات لهذا الكيان من التدهور والانزلاق.
وقبل الختام:
من لا يتعظ من السقطة الأولى سيسقط عمره كله، وإلى متى سيظل المريخ ساحة للتجريب والمجاملة؟
كفى ثقة من جمهور المريخ فهو اليوم ضحية الوفاء، فقد أعطى الثقة لمن لا يستحقها، وصبر على رئيس يكرر الفشل.
وأهلك العرب قالوا:
من عظم من لا يستحق ابتلي بمن لا يرحم.
فقد حصدنا فشلًا وصفقنا لوهم.
والله المستعان.
