وسط الرياح

منتدى الشنداوي حين يتقدّم الفكر ليستقيم المسار

عدد الزيارات: 21٬007

أبو بكر الطيب

أبوبكر الطيب

في زمنٍ تاهت فيه البوصلة الإدارية، وتراجع فيه صوت العقل لحساب الأصوات العالية، برز منتدى “الشنداوي للبناء والتطوير المؤسسي الرياضي” كمنارة فكرية ومهنية، تسعى في هدوءٍ ووعي، لإرساء قواعد راسخة للإصلاح الرياضي، من داخل البيت الكبير: نادي المريخ العريق.

منتدى الشنداوي ليس تجمعًا عابرًا ولا تكتلًا عاطفيًا، بل كيان فكري مؤسسي يستمد رسالته من الوعي بأهمية التنظيم والحوكمة والتمكين المعرفي، ويتوسل إلى تحقيق ذلك بالعلم، والنقاش، والرؤية الجماعية.

لماذا هذا المنتدى الآن؟
لأن الواقع المريخي، والمشهد الرياضي عمومًا، يمرّ بمنعطف يتطلب أكثر من مجرد نقد عابر أو عاطفة مشتعلة. نحن بحاجة إلى مساحات تفكير حرّ، موضوعي، ومتجرد، قادرة على تحليل المشكلات بعمق، وتقديم رؤى إصلاحية ممنهجة قابلة للتنفيذ. هذا ما يفعله منتدى الشنداوي، وهذا ما يميّزه.

المنتدى في نقاط:

يتبنى المنتدى مصفوفة أهداف واضحة، تتراوح بين التنوير المؤسسي والتوثيق التاريخي، مرورًا بالنقد الإيجابي، والمشروعات الفاعلة، والحوكمة الرشيدة.

يرتكز على خبرات وتجارب متنوعة من أعضائه، تجمع بين القانونيين، الإعلاميين، الإداريين، والمهتمين بالشأن الرياضي، ليصوغوا عبر النقاشات المستفيضة أوراقًا علمية دقيقة تُعالج جذور المشكلات، لا سطحها.

يُنتج المنتدى أوراق عمل محترفة، مثل الورقة التأسيسية حول “التبعية القانونية لنادي المريخ” التي وُضعت بعد نقاشات جادة، وهي الآن على طاولة التقديم لمجلس الإدارة الحالي.

لا يسعى المنتدى للصدام ولا المجاملة، بل يحرص على النصح الأمين، والمشورة البناءة، بعيدًا عن الانحياز أو التسييس أو التكتل.

أهمية المنتدى لجمهور المريخ:
جمهور المريخ، ذلك الجمهور الصفوة، لم يعد يرضى بالشعارات، بل يبحث عن معالجات حقيقية لما يعتري مجالس الإدارات من ضعفٍ وارتباك، وتجاوزٍ لدورها المؤسسي. وفي ظل انكفاء الإعلام وتحوّله من ضميرٍ جمعي إلى منبر منحاز لطرف دون آخر، أصبح وجود مثل هذا المنتدى ضرورة وطنية ومريخية في آنٍ معًا.

المنتدى يمنح جمهور المريخ الفرصة لاسترداد زمام المبادرة الفكرية، عبر المشاركة الفاعلة، والتفاعل مع الطروحات الجادة، وتقديم المقترحات، أو حتى مراقبة الأداء الإداري من موقع الفهم لا الانفعال.

رسالة المنتدى:
أن نعيد تشكيل الوعي الرياضي… لا بالصوت العالي، بل بالفكر العالي.
أن نجعل من المريخ نموذجًا للنادي المؤسسي الذي يحترم لوائحه، ويدير أزماته، ويخطط لمستقبله بعيدًا عن الأفراد والأهواء.

وأن نقولها بكل وضوح: لا مكان بعد اليوم للإدارات العشوائية، ولا للولاءات الضيقة، ولا للمنابر الإعلامية المأجورة.

وأهلك العرب قالوا:
“الرأيُ قبل شجاعة الشُجعانِ… هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني.”

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..