المريخ في الحقبة الأسوأ “1”!!

محمد الطيب كبّور
توقفت عن التحبير بأمر الطبيب لمعاناتي من صداع مستمر بسبب مهنة الصحافة، والآن لبست نظارة نظر نتيجة لذلك، والتزمت تمامًا بقرار الطبيب وابتعدت عن الكتابة، وظللت أتابع مهامي في الصّفوة على طريقة الإشراف مع قلة المشاركة. وطبعًا الكتابة حالة لا فكاك منها، وهي مزاج مثلها مثل القهوة والشاي وغيرها من المكيفات الحلال اللطيفة. طوال الفترة التي كنت أتلقى فيها العلاج، ظلت رغبة التحبير تلحّ عليّ لواقع المريخ الذي وصل إلى مرحلة يمكن وصفها بأنها الأسوأ.
سوء في كل شيء، وأساس هذا السوء مجلس الإدارة الذي جعل “بغاث الطير” يسخر من المريخ، ودرجة الحموضة في الإعلام الهلالي وصلت أعلاها، خصوصًا بعد الرباعية التي غاب فيها المريخ تمامًا ولم يكن له أثر في الميدان. وكان بالإمكان أن تزيد النتيجة لولا تعاطف العارضة مع المريخ قبل الهدف الرابع، والذي سكن مرمى علي بن رضا من مسافة تؤكد أن التونسي لم يكن حاضرًا في المباراة، وغالبًا كان لديه ما يشغله أو جاءته رسالة في الموبايل.
الربح والخسارة في عالم كرة القدم أمر طبيعي جدًا وعادي، ولكن غير العادي هو عملية جرد حساب وتقييم لمشوار المريخ، والذي مليء بالخيبات بمشاركة هزيلة في الدوري الموريتاني، جعلته في المركز السادس بحصيلة فقيرة: 12 فوزًا، 10 هزائم، و8 تعادلات. وبحساب النسبة المئوية، لم يحقق المريخ النجاح، ونتيجته النهائية رسوب بـ44 نقطة من المجموع الكلي للنقاط (90 نقطة). ومع هذا التزم الجميع الصمت من أجل الدخول في منافسة النخبة لدعم اللاعبين الذين وصفهم رئيس النادي بأنهم ليسوا نجوم صف أول، في أغرب تصريح لمسؤول مفترض أنه رأس الإدارة !!
ثم أتت النخبة، ولعب المريخ باسمه وحقق نتائج حسابيًا مرضية، ولكن من حيث المستوى لم تكن مرضية أبدًا حتى أتت الكارثة في مباراة القمة، والتي دخلها الفريق بفرصتين: الفوز والتعادل، إلا أنه خذلنا وأصابنا بالإحباط، وشباك التونسي تستقبل رباعية بيضاء بلا أي مقاومة تُذكر من المريخ، الذي كان الحاضر الغائب في المباراة. خلت الحامضين يكتبوا لنا: “لقيتوا المعاملة كيف؟” شفتوا الألم دا كيف؟
خالد بخيت مساعد فالوران هزم الخبرة المصرية، وليتها هزيمة عادية! خلصت الرواية وانتهت الحكاية، ومن هنا يجب أن تكون البداية. علة المريخ إدارية، وهذه نقطة اتفق عليها الجميع. وأعضاء مجلس المريخ لو كانوا يحترمون الجمعية العمومية التي انتخبتهم، لقدّموا استقالاتهم مع الاعتذار كما فعل منير نبيل، ولكن المتشبثين بالكرسي لن يبارحوا مكانهم وإن تلاشى المريخ، لأن همّهم الأول والأخير المنصب الذي يكمل الشخصية ويفتح أبوابًا ترفد الخاص بالفوائد الخاصة جدًا.
حجر الزاوية في كل هذه الرواية السمجة هو مجلس الإدارة، حيث القرار، وما أسوأ القرارات التي خرجت من هذا المجلس، الذي أفرغ الفريق من أهم العناصر، ثم جلب عناصر أقل، وسار على ذات النهج في الإدارة الفنية: “سوليناس وميتشو وحاليًا شوقي غريب”. وفي الآخر، المريخ أصبح هو الغريب، وسنكتب من أجل الإصلاح لأنه لم يعد هناك شيء يتطلب السكوت بعد انتهاء الموسم الكارثي في العهد الأسوأ للزعيم.
مجرد سؤال
قاعدين ليه؟؟

