حوارات

الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال

عدد الزيارات: 21٬008

الصّفوة _ تقرير

مثّل قرار الانسحاب من بطولة كأس السودان ثم العودة عنه والموافقة على أداء اللقاء في بورتسودان، بناءً على “اتفاق مسبق” مع نادي الهلال، زلزالًا إداريًا في أروقة نادي المريخ، أظهر حجم التخبط في صناعة القرار داخل المجلس الحالي، وفتح الباب أمام أسئلة مشروعة حول مدى استقلالية المجلس وقدرته على اتخاذ قرارات استراتيجية بمعزل عن الغريم التقليدي.
المريخ والهلال ليسا فقط خصمين داخل المستطيل الأخضر، بل يمثلان قطبي الكرة السودانية وتاريخهما الطويل قائم على التنافس الشرس والمواجهات المصيرية، لا التنسيق في الانسحابات أو الجدولة. وبالتالي، أن يبني المريخ قراراته المصيرية على “اتفاق” مع الهلال يُعد خروجًا عن أبسط مبادئ التنافس الشريف والاستقلالية المؤسسية.
الرهان على التزام الهلال باتفاق في ملف حساس مثل كأس السودان يكشف سذاجة إدارية وعدم احترافية في التعامل مع الملفات الكبرى.

ما حدث بعد ذلك شكّل فضيحة إدارية كاملة الأركان.
الهلال، وبمنطق “اللعب على المكشوف”، رفض تأجيل اللقاء وتمسك بإقامته في موعده ببورتسودان. فجأة وجد المريخ نفسه في موقف محرج: قرر الانسحاب، سرّح لاعبيه، ثم عاد وأعلن استعداده لخوض اللقاء. تخبط لا يوصف، وارتباك إداري لم يعد خافيًا على أحد، لدرجة أن القرار أصبح في يد الطرف المنافس، بينما بدا مجلس المريخ متفرجًا على تطورات تصنع خارج أسواره.

المهزلة لم تتوقف عند حدود الهلال، بل امتدت إلى تعامل اتحاد الكرة مع المريخ، والذي لم يُبد أي مرونة في الاستجابة لطلب التأجيل. فاضطر الأحمر إلى التراجع عن قراره السابق، والقبول بالأمر الواقع. هذا التراجع، الذي بدا وكأنه ركوع إداري أمام الهلال واتحاد الكرة، مثّل ضربة قوية لهيبة النادي وإذلالًا معنويًا للمجلس الحالي.

في خطوة تعكس مدى التخبط، قرر المجلس تسريح اللاعبين عقب خسارة كأس النخبة، وسُمح لهم بالسفر إلى ذويهم. لكن بعد انقلاب القرار، تم استدعاؤهم مجددًا للسفر والتجمع في بورتسودان، في مشهد عبثي لا يليق بنادٍ بحجم المريخ.
هذا الإجراء لم يكن فقط دليلًا على فوضى إدارية، بل سبب إرهاقًا ذهنيًا وبدنيًا كبيرًا للاعبين، وأربك الجهاز الفني، وضرب مفاهيم الاستعداد المهني والانضباط.

كل هذه الوقائع تؤكد أن مجلس إدارة نادي المريخ يعيش فشلًا إداريًا ذريعًا في التعامل مع الملفات الكبرى.
من تسريح اللاعبين بناءً على “اتفاق هش” مع الهلال، إلى التراجع المهين عن قرار الانسحاب، إلى إذلال الذات أمام اتحاد الكرة، كلها مظاهر دقت ناقوس الخطر.
وبات واضحًا أن المريخ لا يعاني فقط داخل الملعب، بل خارجه أيضًا، حيث تُدار الأمور بالفوضى بدلًا من الاحترافية، وبالرهانات الخاسرة بدلًا من الخطط الواضحة.

الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال
الانسحاب والتراجع.. إدارة المريخ بين الارتباك والإذلال

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..