السرعة كيف بالله!
السرعة كيف بالله!
محمد الطيب كبّور
الأخ الحبيب عوض العبيد عنده نكتة ظريفة بحكيها طوالي، بتقول: كان في واحد دخل مسابقة وقال إنه مميز وسريع جدًا في الإجابة، المهم سألوه عن حاصل ضرب 13000 في جذر 25000 على ٤٥٦، قال ليهم بسرعة: 200، قالوا ليه: خطأ، قام قال ليهم: كدي انسونا من خطأ ولا ما خطأ، السرعة كيف بالله؟
لجنة المسابقات برئاسة “الجديد شديد” محمد حلفا عملت عملية زول نكتة عوض العبيد، بتفتئ بسرعة رهيبة في كل القضايا على غير العادة طبعًا، بدون الوقوف عند: هل هي على خطأ أو صواب؟ المهم الإجابة السريعة عندهم أهم من تفحيص وتمحيص الخطأ من الصواب، وآهو النتيجة كلفتة غير مسبوقة.
سعدنا جدًا بعودة نشاط كرة القدم في السودان على مستوى الدوري الممتاز في مرحلة النخبة، ورغم عدم الرضا على الطريقة والكيفية التمت بيها المنافسة، إلا إنو عودة النشاط ورسالة الطمأنينة بعودة الآمن والأمان للوطن كانت هي الأهم، مع شوية خجل على حال ملاعبنا البائس، خصوصًا إننا كنا بننظر في ملاعب موريتانيا.
لجنة حلفا أصدرت قراراتها “السريعة” بشأن كأس السودان، وما حأرجع لجزئية اتفاق المريخ والهلال لأنو دا موضوع لحاله، المهم هنا قرارات لجنة حلفا التي اعتبرت المريخ خاسر 3 / صفر، مع تحويل ملفه إلى لجنة التراخيص وفق المادة “د”، بالله شوف التفصيل دا: كيف علاقة الانسحاب بالرخصة شنو؟ وهي ذاتها دي ياتو منافسة؟ سنة كم؟!!
المريخ في محنة كبيرة جدًا وفي حالة ضعف إداري غير مسبوق، أغرت الاتحاد العام على إلحاق كل الأذى به، وما قرارات لجنة حلفا إلا دليل دامغ على ذلك، فمنافسة كأس السودان المزعومة لا وجود لها على أرض الواقع، لا تابعنا منافسة، لا شفنا تنافس، فجأة كدا “قطع أخضر” تم إقرار نهائي كأس السودان بين المريخ والهلال… “شفتو السرعة دي كيف؟” وبنفس “الابنص” طلعت القرارات بعيدًا عن صاح وخطأ، بالله شفتوا السرعة دي كيف؟!!
خطأ المريخ الأول، والجر بقية الأخطاء، هو الموافقة أصلًا على لعب هذه المباراة المزاجية التي لا وجود لها على أرض الواقع، والتي إن أراد المريخ لعبها استجابة لحفظ مقاعد للأندية السودانية في المشاركات القارية، فكان عليه أن يشترط ما يريد، ولا يوافق على “عماه” وكأنه تابع، ليس له رأي، ثم تلك التفاصيل القبيحة: انسحاب باتفاق مع ناقضي العهد، ثم قبول تحت رحمة ناقضي العهد الذين ما صدقوا أن يحققوا لقب بهذه السهولة، تطبيقًا لمفهوم النكتة: خلينا من الخطأ… شفتوا السرعة دي كيف؟
جماعتنا في نهر النيل مفتكرين إنهم حسموا أمر الانسحاب بالاتفاق، وناقضي العهد دبروا أمرهم بليل، ووصلوا بورتسودان، ومن هناك قالوا مشاركين، وخلّوا الما يشتري يتفرج، وعزفوا لحن “عهد إيه الجاي تقول عليه”، ولجنة حلفا ما قصّرت، كملت الباقي بقرارات سريعة، ولو عندنا مجلس كان يجيب عاليها واطيها، ويطعن في المنافسة نفسها، ولتحرق روما، لكن من أين لنا بمجلس يدوس ابنص يورينا السرعة بتكون كيف؟
نرجع لاتحاد الكرة ولجنة حلفا سريعة القرارات، دي بالنسبة للأندية القلتوا انسحبت، وبالتالي اعتبرتوا المريخ والهلال في المباراة النهائية، عملتوا ليهم شنو؟ كدي ورونا… ما تخمونا ساي!!
مجرد سؤال
ما بُني على باطل يبقى إيه؟

