أبو عاقلة أماسا
* لا توجد أزمة في عالمنا الرياضي عامة ليس لها مخارج وحلول، ولا توجد مشكلة تستعصى على الحلول مهما كانت مسبباتها وجزئياتها، إلا إذا كان بعض أطرافها من أولئك الذين لا يفهمون، أن الرياضة جسرٌ للتواصل والتسامح والتصالح وليست ساحة للحرب والقتال، وقد كنت ومازلت أرى أن الأزمة بين الاتحادين العام والمحلي الخرطومي معركةٌ في غير معترك، وملهاةٌ للناس داخل هذه الهيئات والوحدات التابعة لها عن مسؤولياتهم تجاه إدارة النشاط وتطويره، وإن السبب الأساسي هو تراكمات الانتخابات السابقة، وهي أدبٌ جديد لم يكن في يومٍ من الأيام سلوك أعضاء الجمعيات العمومية، فأكثر الجمعيات العمومية للاتحاد العام سخونة وحِدّة، كانت تنتهي بإعلان نتيجة الفرز ومعرفة الفائز!
* مبادرة نخبة من حكماء الوسط الرياضي الآن تمضي قُدُمًا نحو النجاح، لتضع حدًا لما يحدث بين الاتحادين لإنهاء الحرب التي أخذت منحىً خطيرًا لعب الإعلام دورًا في تأجيج نيرانه، وكان ضروريًا أن تبرز مجموعة الحكماء الآن، لتنزع الفتيل وتعيد الهدوء لهيئتان تمثلان قلب كرة القدم السودانية!
* عمر البكري أبو حراز أحد أفضل الإداريين الذين تولوا رئاسة الاتحاد العام، والفريق منصور عبدالرحيم سكرتير المريخ الأسبق، والأستاذ نادر مالك أمين مال الاتحاد الأسبق، وأستاذ الأجيال محمد الشيخ مدني رئيس الاتحاد المحلي الأسبق، والأستاذ الطريفي الصديق الإداري المعروف في الاتحادين لدوراتٍ عديدة، والأستاذ بلال عنبر أحد الإداريين الحكماء الذين عملوا باتحاد الخرطوم، التقطوا القفاز وزمام المبادرة وتحركوا بصورة أحدثت اختراقًا مهمًا، في هذه الأزمة التي تهدد نشاط كل أندية الخرطوم، واجتمعوا بالفعل مع كل أطراف الأزمة وأصبحوا على مقربة من الحل النهائي!
* في تقديري فلم تكن هناك أزمة من الأساس، ولكن من زاوية أخرى فهناك “تأزيم” مُتعمّد، أصوله حرب استقطابٍ وتجييش من بعض الأطراف، لكنني كنت أتمنى أن يكون د. حسن برقو جزءً من الحل لأسباب لا يسع المكان لذكرها، ولكن من الأفضل أن تتفق كل الأطراف القريبة والبعيدة على مبدأ تحقيق الاستقرار في الوسط الرياضي، وعلى أساس أن الاستقرار هو الطريق نحو التطور!
* الخبرات الإدارية المتراكمة لهذه المجموعة من الحكماء، تجعل مساعيها وتحركاتها ضامنًا لذلك الاستقرار، بعد أن وجدت تحركاتها ترحيبًا واحترامًا من الجميع، خاصة الأطراف الحقيقية من أندية واتحادات ومناطق فرعية وشخصيات!
حواشي
* في تقديري كمتابع ومراقب وأحد رواد دوريات الخرطوم، كنت أظن أن ما قدّمه الشاذلي عبدالمجيد في جزء من دورة واحدة، كفيلًا بترشيحه وفوزه رئيسًا للاتحاد حتى لو انعقدت الجمعية أكثر من مرة، ولكن غياب الحكمة من الجانبين بث الشكوك وعصف بالاستقرار!
* قبول كل الأطراف لهذه المبادرة، منحنا الأمل بعودة الإستقرار والطمأنينة لمنافسات الخرطوم، وذلك لندرة أو انعدام الخيارات، فإما أن نقدم تنازلات ونتقبل الحلول المنطقية، أو يكون مصير اتحاد الخرطوم وأنديته خسائر فادحة إذا أصبح التجميد نافذًا!
* أكبر خسارة ستتكبدها أندية الخرطوم أنها ستفقد لاعبيها، وتضطر لأن تبدأ من الصفر إذا عاد النشاط لاحقًا، وبالفعل هناك أندية فقدت جهود لاعبيها بسبب هذه الأزمة وفي مقدمتها الخرطوم الوطني!
* أكبر مكسب للاتحاد المحلي إن رئيس الاتحاد العام د. معتصم جعفر قد اعترف بالجمعية العمومية، مما يحصر اختلاف وجهات النظر في أضيق نطاق!
* آفة الأزمات الرياضية أولئك المشّائين بين الفرقاء بنميم، فإذا حوربوا من الاتحادين والقيادات من الطرفين لعمّ السلام والنماء والاستقرار!